البارزاني وعدَ و أوفى بالوعد
بعد مرور اكثر من عامين على سيطرة عصابات داعش الاجرامية على مساحات شاسعة من سهل نينوى، أتت المعركة التي طالما انتضرها العراقيون بلهفة وبالاخص منهم أهالي سهل نينوى ، و ماخفف عليهم جميعا ألم الانتظار هو إنهم كانوا على يقين انها ستحدث ايمانا منهم بالوعد الذي قطعه البارزاني على نفسه امام جَمهَرة من اهالي تلك المناطق بكافة طوائفهم و مذاهبهم مثلما وعد اهل شنكال وأوفى بوعده.
لن تكون معركة استعادة سهل نينوى من قبضة ما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ، مجرد فصل جديد او الفصل الاخير من الحرب ضد هذا التنظيم ، فالخطة الموضوعة من قبل البارزاني والذي اشرف بنفسه على تنفيذها بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة في اقليم كوردستان تكفلت بتطويق افراد هذه الفئة الضالة والقضاء عليهم نهائيا وما حدث في محور بعشيقة خير دليل...
معركة تحرير سهل نينوى والتي بدأها البيشمركة من خلال كسرها للخط الدفاعي الاول المليئة بالالغام والمفخخات ستكون مفتاح تحرير محافظة نينوى ، كما انها ستكون حاسمة في ما يتعلق بجهود القضاء على التنظيم في أبرز معاقله ولكن سيبقى امام العراقيين الكثير من العوائق للتخلص من الآثار السلبية التي خلفتها داعش ورائها وفي مقدمة هذه الآثار هو الفكر الجهادي المتطرف
ومحاربة هذا الفكر يقع على عاتق المثقفين وعلماء الدين المعتدلين إذ لازال للتنظيم بعض الحواضن وسط المجتمع...
هذا وبالرغم من ان الساعات الاولى للمعركة قد أظهرت بداية ناجحة لها و تحقق تقدّم سريع لقوات البيشمركة والجيش العراقي في العملية على محاور مختلفة.
إلا أن ذلك لم يلغِ الهواجس من أن تطول معركة تحرير مدينة الموصل مركز محافظة نينوى ، في ظل معلومات عن تحضيرات كبيرة قام بها التنظيم، إضافة إلى منعه أكثر من مليون وربع مليون مدني من مغادرة المدينة واتخاذهم دروعاً بشرية...
وبغض النظر عن النتائج الايجابية المترتبة عن هذه المعركة من تحرير المدن والقصبات...
كان توافق السياسيين وتغلبهم على الخلافات السياسية والمخاوف من تغييرات ديمغرافية أو انتهاكات بحق المدنيين والذي اثمر عنه تعاون الجيش العراقي والبيشمركة معا لمحاربة الارهاب كل ذلك كان مكسبا أخرا من مكاسب هذه المعركة .