اطمئنان الشارع الكوردي
في الكلمة التي القاها السيد رئيس حكومة اقليم كوردستان نێچيرڤان بارزاني خلال مشاركته اعمال مؤتمر التنمية الاقتصادية الاحد الماضي قال: (لقد فتحنا باب الامل للتوصل الى معالجة المشاكل مع بغداد، فقد تباحث الوفد بشأن كافة المسائل والقضايا العالقة وكذلك مستقبل العلاقات مع بغداد وهو انه من غير الممكن ان يستمر الوضع على ما هو عليه، وبغية الاطمئنان على مستقبل علاقاتنا يجب اتخاذ خطوات جدية ).
نعم الاطمئنان والسلام والاستقرار، هذا ما يريده عموم الشعب العراقي ويطالب به شعب كوردستان الذي يتطلع الى وحدة وطنية حقيقية وصادقة قائمة على المساواة في الحقوق والواجبات واحترام خصوصيته القومية كثاني اكبر قومية رئيسة في البلاد، الاحترام الذي يضمن السلام والاستقرار ويطمئن الشارع الكوردي على مستقبله ومستقبل العلاقات الوطنية بين المكونات الرئيسة في العراق الاتحادي، وهي الرسالة التي حملها الوفد الكوردي الرفيع المستوى برئاسة السيد رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني الى بغداد والحكومة الاتحادية والاطراف الوطنية الاساسية، الرسالة التي فتحت باب الامل للتوصل الى معالجة المشاكل والقضايا العالقة وفي مقدمتها ضرورة التمسك بالدستور نصا وروحا والاتفاقات السياسية التي تم التوقيع عليها بين الطرف الكوردي والاطراف المشاركة في الحكومة والعملية السياسية ومن بعدها تم تجاهلها لأسباب مختلقة متعارضة تماما مع روح الشعور بالمسؤلية الوطنية.
من الواضح كما اكد السيد نێچيرڤان بارزاني انه من غير الممكن ان يستمر الوضع على ما هو عليه، بكل تفاصيله المؤلمة والمؤسفة التي تجاوزت مواقف القطيعة والتجاهل الى مواقف لا يمكن وصفها بغير كونها عدائية ضد شعب كوردستان.
لما سبق وبعد الزيارة المهمة للسيد رئيس الاقليم والوفد المرافق له والصراحة والوضوح في التعامل وطرح الملفات العالقة فإنه من المتوقع والمفروض ان تتخذ الحكومة الاتحادية خطوات جادة لترجمة ما تم الاتفاق عليه على الارض مما يوفر الاجواء الطبيعية اللازمة لمزيد من التقارب وايجاد الحلول الممكنة التطبيق للمشاكل العالقة، واي تأخير او اهمال من قبل الحكومة الاتحادية في اتخاذ الاجراءات اللازمة سيلحق اضرارا بالغة بالعملية السياسية وبمصداقية الحكومة الاتحادية وسيقضي على امال الشارع العراقي عامة والكوردي خاصة بفتح صفحة جديدة في العلاقات الوطنية، وعندها لن تبقى امام العراقيين عربا وكوردا واقليات قومية غير خيار واحد لا غير وهو التقسيم الودي، هذا ان امكن ضمان وديته وعدم جر البلاد الى مأساة الحرب الاهلية والاقتتال الداخلي المروع.
الشعب الكوردي يريد ان يطمئن على ضمان تمتعه بحقوقه الديموقراطية ومستقبل علاقاته الودية مع باقي مكونات البلاد، كما اكد السيد رئيس وزراء الاقليم، وهو بهذا لا ينتقص من حقوق اي طرف ولا يلغي وجود الاخرين وانما ينتهج الطريق السليم والصائب لبناء وترسيخ وحدة وطنية حقيقية، وعلى الاخرين وفي مقدمتهم حكومة السيد العبادي، ان كانو مهتمين بتحقيق الوحدة الوطنية، انتهاز هذه الفرصة لاعادة صياغة العلاقات الوطنية على اسس رصينة تحترم الدستور والاتفاقات السياسية وتضمن حقوق شعب كوردستان وتطمئن الشارع الكوردي على مستقبله، خاصة وان لديه خيارات اخرى نابعة من حقه المشروع الذي لا يسقط بالتقادم في تقرير مصيره بنفسه ومن المؤكد ان السيد مسعود بارزاني والوفد المرافق له لن يقوموا بزيارة بغداد كل يوم فهل من يسمع؟
[email protected]*