• Monday, 23 December 2024
logo

تحرير الموصل من غاية الى لعبة وتصفية حساب

 تحرير الموصل من غاية الى لعبة وتصفية حساب
جلال شيخ علي

بعد ان أخذت الأزمة بين بغداد وأنقرة بعداً آخر، اقل ما يُقال عنها انها خطيرة إثر تهديدات أطلقها قادة في الحشد وشخصيات دينية وسياسية معروفة الولاء، بضرب القوات التركية المتواجدة في مناطق معينة داخل اقليم كوردستان ساد التشاؤم بين ابناء مدينة الموصل حول تحرير مدينتهم.
لا يخفى على احد ان هذا التصعيد جاء بعد اعتراض إيران على دور تركيا في معركة تحرير الموصل المقرر انطلاقها خلال أيام. الامر الذي قد يؤدي الى تأجيل موعد الهجوم، خاصة وان الولايات المتحدة الامريكية ودول التحالف قد اتخذت دور المتفرج وفضلوا عدم التدخل على خط الأزمة حتى الآن!
أن إعادة إثارة قضية التواجد التركي في العراق بشكل مفاجئ مرة أخرى يقف خلفها جهات معروفة الولاء متغلغلة داخل مفاصل الدولة العراقية لتحقيق اهداف سياسية في مقدمتها منع تَحقُقْ انجاز لحكومة العبادي خاصة واننا مقبلون على موسم انتخابات برلمانية جديدة والمريب في الامر ان هذا التصعيد جاء بعد اعتراض إيران على دور تركيا في معركة الموصل، اضافة الى تسريب خطة الموصل التي جاءت على ذكر دور تركي في دعم بعض القطعات التابعة للبيشمركة والعشائر العربية السنية، وفرض شرط عدم دخول المليشيات إلى مركز الموصل بعد طرد داعش منها وهو ما اعتبرته إيران استهدافاً لها.
يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي تسكت فيه بغداد عن الوجود الايراني والآلاف المؤلفة من المقاتلين الايرانيين و بدون أن تكون هناك اتفاقية أو مذكرة تبرر التواجد الايراني في العراق، نجدها تعترض على تواجد 300 جندي تركي داخل معسكر زيلكان، مجهزين بنحو 25 دبابة ومدافع ميدان وأسلحة متوسطة وخفيفة المدى والمتواجدة اصلا بحسب اتفاقية قديمة حديثة مبرمة ما بين العراق والدولة التركية منذ عهد صدام حسين الى يومنا هذا حيث تم تجديد الاتفاقية في عهد المالكي، عموما المسألة ليست بذاك المستوى مثلما يظهرها البعض ويمكن حلها عن طريق القنوات الدبلوماسية او تأجيل حلها الى مابعد تحرير نينوى.
ان الملفت للنظر هو ادخال الجانب الديني في مسائل عسكرية وسياسية، فقد اعلن احد المراجع الدينية فتوى قتال القوات التركية الغازية للعراق"، معتبراً أن "مقاومة التواجد التركي في العراق عسكرياً، واجب شرعي وأخلاقي واجتماعي"، مطالباً أيضاً بمقاطعة البضائع التركية والشركات التابعة لها في العراق. وأعقب الفتوى، تصريحات لقادة في قوات "الحشد الشعبي، قالت فيها إنها ستضرب القوات التركية، ليتم في اليوم ذاته إدراج موضوع التواجد التركي بالعراق رسمياً على جدول أعمال البرلمان العراقي حيث اقرَ البرلمان بأن القوات التركية هي قوات محتلة للاراضي العراقية.
بذلك اصبح السيناريو او اللعبة متمثلة بفتوى دينية و تصريحات مليشيا دينية من ثم صبغة قانونية متمثلة بالبرلمان وهذا يعني تثبيت السلطة الدينية في البلاد وليس بناء دولة قانون او دولة مدنية وبذلك تم استغلال مسألة تحرير مدينة الموصل الى وسيلة لتحقيق اهداف وغايات اخرى بعدة كل البعد عن الهدف الرئيسي!، اما اهل الموصل من النازحين او الباقين تحت سلطة داعش فلا حول لهم ولا قوة وليس بمقدورهم سوى الانتظار لما ستؤول اليه اللعبة إذ لايهمهم من سيشارك في معركة تحرير الموصل انما همهم الوحيد هو العودة الى مدينتهم بأقل خسائر ممكنة اما ممثليهم في مجلس النواب العراقي فيبدو انهم منشغلون بمسائل اخرى تحت قبة البرلمان تبدو انها اهم من مسألة تحرير محافظة نينوى.
Top