لماذا نريد الاستفتاء يا سيادة رئيس الوزراء
في تصريحات للسيد رئيس مجلس الوزراء العراق الاتحادي والمنشورة في (ايلاف) الغراء بتأريخ 27/أيلول/ 2016 يقول فيها بعدم وجود نية لانفصال إقليم كوردستان عن العراق وبان المجتمع الدولي يريد ان يرى عراقا موحدا ويتساءل أخيرا: لماذا يريدون اجراء الاستفتاء حول ذلك؟ ولا يعرف المرء كيف تأكد السيد رئيس الوزراء من عدم وجود نية لانفصال الإقليم بدون وثائق واستفتاء؟ وهل اعتمد فيما ذهب اليه على اقوال بعض المنتفعين والمتصيدين في الماء العكر؟ وكيف تسنى له معرفة كل أطراف المجتمع الدولي وهل هناك اية ادلة ملموسة على ذلك عدا كلام المجاملات الدبلوماسية؟ وفي كل الاحوال فالشعب الكوردي لم يُسأل حتى الان ماذا يريد ولم يُمنح الفرصة لممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره بنفسه اسوة بشعوب العالم، سواء في البقاء ضمن العراق الاتحادي او الانفصال عنه، هذا بالإضافة الى ما قامت به الدولة العراقية من ممارسات اقل ما يقال عنها بانها عدائية في مجالات حرمان شعب كوردستان من حصته في الميزانية الاتحادية وعرقلة الوصول الى أي اتفاق مقنع حول ملف النفط والطاقة وعدم الاعتراف حتى الان بقوات البيشمه ركه كجزء أساسي في القوات المسلحة العراقية وبالتالي عدم شمولها لا بالتسليح ولا التدريب ولا المخصصات والرواتب.
نوعية العلاقة المشوهة للحكومة الاتحادية بحكومة إقليم كوردستان وشعبه والإصرار على خلق الازمات المفتعلة وعدم الالتزام بالدستور والاتفاقيات السياسية والتنكر الصارخ لإعادة ربط المناطق الكوردستانية التي شملها التعريب والتهجير والترحيل القسري طيلة عقود من حكم النظام الدكتاتوري المقبور كلها تشي بالرغبة العنصرية الدفينة لدى بعض مراكز القرار في بغداد حتى إذا اقتضى الامر استعمال القوة والعنف وسياسة الترحيل والتهجير والعقب الحديدية ومع ذلك يقول السيد رئيس مجلس الوزراء: لماذا يريدون اجراء الاستفتاء؟!!!!
ان يعرف السيد رئيس الوزراء الحقيقة ويتجاهلها مصيبة وان لا يعرف الحقيقة فتلك مصيبة كبيرة حقا، فالدولة الاتحادية مارست كل السياسات التي من شأنها اجبار الشعب الكوردستاني على الانفصال وهو يريد الاستفتاء ليوضح لمن لا يعرف حقيقة موقفه وارادته الحرة وكي لا يتبرع الاخرون بالتعبير عن هذه الإرادة دون ان يعرفوها او يتعمدون تشويهها.
شعب كوردستان الذي تربطه وشائج تاريخية قوية مع الشعب العربي لا يريد الانفصال في حالة التزام الدولة العراقية بالدستور وبضمان حقوقه الوطنية والقومية الثابتة وعالجت المشاكل القائمة بروح التآخي الوطني والغت السياسة الحمقاء بتجويع شعب كوردستان واعادة ربط المناطق الكوردستانية المستقطعة بالإقليم دون مزايدات عنصرية اكل الدهر عليها وشرب، فكل مواطن عراقي يعرف حدود المناطق الكوردستانية والعربية وأين يعيش الاخوة التركمان وماهي مناطق الأيزيديين والمسيحيين والصابئة والشبك و...... الخ
نعم شعب كوردستان يريد الاستفتاء بعد خيبة امل مريرة بدولة العراق الاتحادي وبالأطراف السياسية التي كانت تعتبر أصدقاء وحلفاء حقيقيين للشعب الكوردي.
المواطن العراقي والكتل السياسية تعوّل كثيرا على الزيارة المرتقبة للسيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان في معالجة أوضاع الحكومة والدولة والاقليم، ومن المفروض ان تغتنم الحكومة الاتحادية هذه الفرصة لوضع أسس رصينة للعلاقات الوطنية ومعالجة المشاكل بروح المسؤولية والتصدي الموحد للعدوان الإرهابي ومواجهة الازمة المالية والاقتصادية وحل المشاكل مع إقليم كوردستان، فالتصريحات غير المجدية عن عدم وجود نية للانفصال لا تنقذ وحدة البلاد ولا العراق الموحد وانما الاعتراف الكامل وفق الدستور بحقوق شعب كوردستان واحترام مطالبه المشروعة هي الضمان لوحدة البلاد وهي الضمان لاختيار البقاء في العراق الاتحادي عندما يجري الاستفتاء.
[email protected]