اقالة الزيباري ام اقالة حكومة العبادي
اقالة السيد وزير المالية العراقي هوشيار زيباري ومن قبله اقالة السيد وزير الدفاع خالد العبيدي والاستقالة غير الطبيعية للسيد وزير الداخلية محمد سالم الغبان تأتي ضمن مخطط متعدد الوسائل والمفاصل تستهدف فيما تستهدفه:
1ـ تعميق الازمة بين بغداد واربيل وتصعيد العداء ضد شعب كوردستان وافشال كل الجهود الرامية لحلحلة الوضع المتأزم بين الطرفين بما فيها الزيارات المتكررة لحكومة إقليم كوردستان والمحاولات الرامية لحل المشاكل العالقة
2ـ عرقلة حصول العراق على اية قروض او مساعدات اممية بما فيها قرض البنك الدولي الذي يجري مفاوضات مع الوفد العراقي برئاسة وزير المالية وبالتالي تبديد اية فرصة امام حكومة السيد العبادي لتجاوز الازمة المالية الخانقة التي يمر بها العراق خاصة لما للسيد الوزير من تأثير شخصي على نجاح المفاوضات كما وضح البنك الدولي بنفسه
3ـ توفير المقدمات الضرورية للإطاحة بحكومة السيد العبادي بإقالة السيد وزير الدفاع ووزير المالية وقبول استقالة وزير الداخلية واشغال المنصب وكالة والتهديد بإقالة وزير الخارجية مما يعني ان حكومة السيد العبادي لم يعد لها وجود فعلي، فما معنى حكومة بدون وزراء الدفاع والداخلية والمالية وربما تتبعها الخارجية!
4ـ افشال الجهود الرامية لتحرير الموصل هذا التحرير الذي سيسجل كنقطة إيجابية لصالح التآخي الوطني والعمل المشترك والدور الكوردي المشرف ولصالح حكومة العبادي الذي تحاك المؤامرات ضده من أقرب المقربين له ومن قيادات حزبه بالذات.
5ـ التأثير سلبا على دور واداء الپێشمهرگه والعشائر العربية في الموصل التي استنكرت الاستقالة واستهداف الوزراء أبناء المحافظة أيضا لعرقلة تحرير الموصل خاصة بعد ان وصل التأهب الى مراحل متقدمة وتم الاتفاق الكامل والتفصيلي مع بغداد وقوات التحالف الدولي حول المعركة وكيفية المشاركة وحدودها والإجراءات التي ستتخذ بعد التحرير.
الإقالة هي التعبير المركز عن المعاداة والعنصرية والتضحية بالمصالح الوطنية العليا على مذبح المصالح والطموحات الشخصية وتحقيق اهداف خارجية لا علاقة لها بمصالح الشعب العراقي ولا بمستقبله ولا بمستقبل العلاقات العربية الكوردية، ويقف وراءها كل أولئك الذين سلموا الرمادي والموصل والفلوجة واكثر من ثلث العراق للعصابات الإرهابية وتفننوا في سرقة ما يقدر بمائة مليار من المال العام وكرسوا جهودهم لزعزعة الامن والاستقرار في البلاد تحت يافطات طائفية متخلفة، وحاربوا شعب كوردستان بحرمانه من حصته في الميزانية الاتحادية وضرب حصار اقتصادي حول الإقليم.
السؤال هو: اما آن الأوان للسيد العبادي ان يتحرر من اغلال الانتماء الصغير لينتمي الى الوطن الكبير ويتخذ مع كل القوى الوطنية الديموقراطية الخطوات اللازمة لوضع حد لهؤلاء المشعوذين المتاجرين بالعراق ومستقبله؟ الم يحن الوقت لتصحيح مسار العملية السياسية واجراء الإصلاحات التي يطالب بها الشارع العراقي منذ حوالي سنتين ومحاربة الفساد والمفسدين وفي مقدمتهم الحيتان الكبيرة الذين يقفون وراء كل مصائب العراق ومن بينها العمل على افشال حكومة العبادي نفسه واقالتها؟.
[email protected]*