• Monday, 23 December 2024
logo

من أجل الحرية والاستقلال

من أجل الحرية والاستقلال
سربست بامرني*
لكل مرحلة تأريخيه في حياة المجتمعات الإنسانية خصوصياتها النابعة من الشروط الموضوعية والذاتية التي تحيط بها وتملكها هذه المجتمعات، وفي ضوء هذه المعطيات يتم صياغة الأهداف الانية والاستراتيجية وتوفير مستلزمات تحقيقها وفي مقدمتها اجماع ووحدة الصف الوطني الذي يعني تجميع اكبر قدر ممكن من الطاقات الوطنية ذات المصلحة في تحقيق هذه الأهداف كالنضال من اجل الحرية والاستقلال او ردع عدوان خارجي او تحقيق برنامج تنموي او تغيير النظام السياسي .....الخ وكل تجارب الشعوب التي حققت إنجازاتها التاريخية نجحت من خلال توحيد قواها الذاتية وبالاستفادة من الشروط الموضوعية المتوفرة والتركيز على الهدف المحدد الممكن التحقيق في المرحلة المعينة
التجربة الوطنية في كوردستان المجزأة والمحتلة اثبتت أيضا بما لا يقبل الشك ان كل الإنجازات التي حققتها حركة التحرر الوطني الكوردستاني وفقا لطبيعة المراحل التي مرت بها كانت من خلال وحدة القوى الوطنية والشارع الكوردي والاستغلال الأمثل للإمكانات المتاحة رغم صعوبة الظروف وشراسة القوى المعادية للتطلعات الديموقراطية والإنسانية لشعب كوردستان، و من هنا فان الاجماع الوطني يتمتع بأهمية قصوى كعامل حسم أساسي ولا يمكن عمليا تحقيق أي انجاز حقيقي لصالح القضية الوطنية المركزية في الحرية والاستقلال وتأسيس الدولة الكوردستانية اسوة بكل شعوب العالم بدون هذا الاجماع الوطني.
من الواضح ان المجتمع الكوردستاني ككل المجتمعات البشرية يتميز بوجود الطبقات والشرائح الاجتماعية المختلفة وبالتالي تعدد القوى السياسية والتنظيمات الاجتماعية التي تعبر بهذا الشكل او ذاك عن موقف طبقي واجتماعي معين ولكل منها توجهاتها ومنطلقاتها النظرية تختلف هنا وهناك مع الاخرين ومن الممكن بل من الضروري حل هذه الإشكالات والتناقضات بين صفوف الشعب بالحوار والأساليب الديموقراطية، في حين تبقى خلافاتها وتناقضاتها مع المحتل والمستعمر والأنظمة الدكتاتورية عدائية وتتطلب المواجهة واللجوء الى كل أساليب النضال الوطني الممكنة لحلها.
لما سبق ووفق خصوصيات المرحلة الحالية التي يمر بها إقليم كوردستان والظروف الموضوعية المستجدة وبروز الاستفتاء حول تقرير المصير كضرورة ملحة لتوضيح موقف الشعب الكوردي من الاستقلال عن العراق او البقاء في اطاره الاتحادي فان الاجماع الوطني يتسم بأهمية خاصة لتحقيق هذا الهدف واي خروج عن الاجماع تحت أي مسمى او تبرير سقيم يشكل خطأ تاريخيا قاتلا ان لم يوصف بالخيانة الوطنية، ومن المفروض والمطلوب ان تضع كل القوى الوطنية خلافاتها جانبا بقدر تعلق الامر بإجراء الاستفتاء من عدمه اذ يجب ان تعرف وازعم بانها تعرف بان خلافاتها السياسية واجتهاداتها المختلفة حول إدارة الإقليم هي في التحليل الأخير تناقضات داخل صفوف الشعب لا توصف ولا يمكن ان توصف بالعدائية كما هي الحال مع القوى المعادية لشعب كوردستان والتغريد خارج سرب الاجماع الوطني واجماع الشارع الكوردي لن يجدي أي طرف مهما حقق من مكاسب انية مؤقتة والتي حتما ستكون على حساب القضية الوطنية وتقدمها.
اجراء الاستفتاء في أقرب وقت ممكن لتعريف العالم الخارجي بإرادة شعب كوردستان والعمل من اجل تحقيق هذه الإرادة سيوفر حتما الأجواء الملائمة واللازمة لاتفاق القوى الوطنية حول الحلول الممكنة للخلافات الحادة الحالية سواء في توزيع السلطات واستقلاليتها او في الإدارة العامة او في تحقيق العدالة ومحاربة الفساد والتخلف وإيجاد الحلول الواقعية للازمات المالية والاقتصادية.
القوى الوطنية الكوردستانية مدعوة الى إعادة النظر في جدولة المهام التي تبغي إنجازها بإعطاء الأولوية للقضية الوطنية الرئيسة المتمثلة في هذه المرحلة في اجراء الاستفتاء حول تقرير المصير والجهة التي تتنصل عن أداء هذه المهمة ولا توليها الاهتمام الذي تستحقه ستدفع ثمنا غاليا، فالشارع الكوردي لن يتسامح ابدا مع أي جهة لا تأخذ مطالبه الأساسية بنظر الاعتبار.
لتتحد كل القوى الخيرة من اجل اجراء الاستفتاء في أقرب فرصة ممكنة من اجل الحرية والاستقلال، من اجل مستقبل أفضل لشعب كوردستان.
[email protected]*
Top