الحوار حول استقلال كوردستان
مع الزيارة الأخيرة للسيد رئيس حكومة كوردستان نيجيرفان بارزاني والوفد المفاوض المرافق له تشهد العلاقات السياسية بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان تطورات على مستوى بالغ من الأهمية التاريخية والوطنية، اذ اعلن السيد رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين ان نيجيرفان بارزاني اكد للمسؤولين العراقيين في بغداد ان الحل الأمثل والشامل للمشاكل الحالية بين الطرفين يكمن في استقلال كوردستان، وان هذا الطرح قوبل من اطراف عراقية أساسية بالتأييد والتأكيد على ان حق تقرير المصير حق طبيعي لشعب كوردستان مع وجود تحفظات لجهات أخرى بحجة ان الاستقلال قد يسبب مشاكل داخلية وإقليمية، ولما سبق فقد توصل الطرفان العراقي والكوردستاني على تشكيل وفدين احدهما في أربيل والأخر في بغداد لبحث جميع جوانب قضية الاستقلال والتقسيم الودي.
حقا انها خطوة كبيرة وتاريخية للأمام سواء بالنسبة للعلاقات الودية العربية الكوردية او بالنسبة للعراق والشعب الكوردي، ومن المؤكد ان التوصل الى حلول واقعية مقبولة من الطرفين استنادا الى معطيات التاريخ والجغرافية والوثائق الأممية المتعلقة بتوزيع السكان والاخذ بنظر الاعتبار مستقبل العلاقة بين بغداد واربيل والتي وصفها رئيس وزراء كوردستان بالاستراتيجية سيؤدي الى:
1ـ ابعاد شبح الحروب الاهلية والاقتتال الداخلي والنتائج الكارثية المتوقعة في الأرواح البريئة والبنى التحتية والأموال و..... الخ، ناهيك عن تأزيم العلاقات بين العرب والكورد التي ربما تبقى لعقود طويلة دون أي مبرر.
2ـ إرساء علاقات ودية وطبيعية بين الكيانين الجديدين ووضع قواعد عملية للتعاون المثمر في المجالات المشتركة كالمتعلقة منها بالثروات النفطية والموارد المائية وحماية البيئة والاستثمارات ..... الخ.
3ـ ضمان مشاركة حقيقية وتعاون استراتيجي في التصدي للإرهاب العالمي واي عدوان خارجي اخر والمساهمة الفعالة في إرساء السلام والامن والاستقرار في المنطقة عموما.
نعم للحوار الإيجابي بين بغداد واربيل، بين الشعبين العربي والكوردي، بين الاحزاب والكتل السياسية عند الطرفين على اختلاف مشاربها للوصول الى نتائج تتفق وروح العدالة والمساواة ومبادئ حقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها وترسي أسس تجربة رائدة حضارية في قلب الشرق الأوسط تحوز على احترام المجتمع البشري وتضمن مستقبلا أفضل للشعبين العربي والكوردي.
الحوار المقرر فيما إذا خلصت النيات والسير نحو التقسيم الودي السلمي هو البداية الجدية والصحيحة لوضع حد للمشاكل بين العراق وكوردستان وتحقيق للعدالة وبناء مستقبل مشرق، ومن المتوقع على عكس ما يروج له البعض من تهويل لردة الفعل عند هذا الطرف او ذاك، ان يستقبل العالم الخارجي، الدولي والإقليمي والعربي، مثل هكذا قرار بالترحاب والتأييد ما دامه صادر عن الإرادة الحرة المشتركة للطرفين وبرضائهما ويضمن السلام والاستقرار وحق الشعب الكوردي في تقرير مصيره بنفسه.
[email protected]*