• Monday, 23 December 2024
logo

هل الدخان الأبيض حقيقي؟

هل الدخان الأبيض حقيقي؟
سربست بامرني*

يبدو من الزيارة الأخيرة للسيد رئيس وزراء إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني ولقائه بالسيد رئيس مجلس الوزراء الاتحادي حيدر العبادي بالإضافة الى لقاءاته الأخرى مع السيد رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان والسفير الأمريكي والحليف التقليدي للكورد السيد عمار الحكيم ان هناك دخان ابيض يرتفع من مدخنة العلاقات بين بغداد واربيل اذ تم التوصل مبدئيا الى حل لأم الخلافات المتعلقة بإنتاج وتصدير النفط وتأسيسٍ لمحاولة جديدة من اجل بناء جسور الثقة شبه المعدومة بين الطرفين خاصة وان سياسة الحكومة الحالية وحتى تأريخ هذه الزيارة الأخيرة للسيد نيجيرفان بارزاني لم تختلف كثيرا عن سابقتها حكومة السيد المالكي ابتداء من حرمان الإقليم من حصته في الميزانية الاتحادية وانتهاء بدق اسفين في العلاقات الوطنية عموما والعربية الكوردية خصوصا وتكريس القطيعة ومعاداة شعب كوردستان وحقوقه الدستورية.
الزيارة بالتزامن مع التصريحات الأخيرة للسيد حيدر العبادي ومن بينها عدم معارضته للاستفتاء وقوله (اذا لم نستطع الاتفاق فلنكن جيران جيدين) تعني ان هناك تغييرا في مواقف وسياسة الحكومة الاتحادية باتجاه إيجابي خاصة بعد ان اثبتت الاحداث عقم السياسات السابقة وبان الشعب الكوردي يشكل الدعامة الأساسية لأي وحدة وطنية حقيقية وأيضا المواقف الكوردية العديدة سواء في التصدي للعدوان الإرهابي او في التمسك بالدستور والاتفاقات السياسية او في عدم الانجرار الى الصراعات الطائفية والعنصرية والاحتفاظ بمسافة واحدة من كل الأطراف دون الافراط بمبادئ العدالة والمساواة.
المفروض فيما إذا ما صحت التوقعات بهذا الدخان الأبيض، إعادة النظر في صياغة العلاقات بين المركز الاتحادي وإقليم كوردستان بالشكل الذي لا يتجاوز المرحلة السابقة، المتسمة بالسلبية والقطيعة ومعاداة شعب كوردستان فقط وانما وضع الأسس السليمة المتفقة مع روح الدستور ونصوصه لضمان عدم تكرارها وبالتالي توفير الثقة والمناخات الملائمة لإرساء قواعد التعاون الوطني المثمر لمعالجة مشاكل العراق الغارق في الازمات والفساد والتردي الإداري والعجز المالي.
ان أي وحدة وطنية لا يمكن ان تكون حقيقية وقابلة للحياة والبقاء ما لم تكن اختيارية قائمة على العدالة والمساواة واحترام حقوق الاخر كاملة دون انتقائية.
لقد سبق وان ذكرت بان شعب كوردستان غير مسؤول عن الأخطاء التي يرتكبها الاخرون وان التفريط بهذه الفرصة من اجل بناء عراق متصالح مع نفسه ومع الاخرين سيؤدي حتما الى انفراط عقد الشراكة فهل من يسمع؟

[email protected]*
Top