البيشمهرگه وتصريحات السيد رئيس الوزراء العراقي
السيد حيدر العبادي هو رئيس مجلس وزراء العراق الاتحادي، وبحكم مركزه هذا وفق الدستور فهو القائد العام للقوات المسلحة العراقية، ومن المتوقع ان تكون لديه بعض المعارف الأساسية العسكرية، على الأقل من خلال مستشاريه العسكريين المفترض فيهم ان يكونوا اختصاصين ومحترفين، ولكن يبدو من تصريحاته الأخيرة، التي قال فيها (انه يجب ان لا تتحرك قوات البيشمهرگه من مواقعها وان لا تتوسع)، جهلا مريعا بأبسط قوانين الحرب وقواعد الاشتباك خاصة في مواجهة قوة إرهابية شرسة تزرع الموت والدمار والخراب أينما حلت، اذ ماذا يعني بعدم تحرك البيشمهرگه!! وهل يقصد ان تقوم هذه القوات باستقبال المهاجمين الإرهابيين القتلة بالورود ام تترك لهم مواقعها وتهرب كما فعل جيش السيد رئيس الوزراء قبل سنتين في الموصل!
من الواضح ان هذه التصريحات والتي اكدها أيضا الناطق الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء (لا نقبل بانتهاز الظروف الحالية لفرض امر واقع في نينوى) تحمل بين طياتها أكثر من مجرد توجيه او أوامر عسكرية يتطلبها الموقف في جبهات القتال ويؤكد مرة اخرى ان الدولة العراقية الاتحادية لا تعتبر إقليم كوردستان جزء من العراق ولا قوات البيشمهرگه جزء من المنظومة المسلحة العراقية وأنها كما صرح قيادي بارز في الاتحاد الوطني الكوردستاني قبل أيام بان هذه الدولة وحشدها المعروف بمجرد ان تنتهي من خطر داعش ستهاجم كوردستان!!
تصريحات السيد رئيس الوزراء تأتي في الوقت الذي يؤكد فيه قائد القيادة المركزية الامريكية بان دول التحالف ترى ان خطة تحرير الموصل (لن تنجح) دون مشاركة البارزاني والبيشمه ركه وأيضا في وقت تطالب فيه الشخصيات العربية ورؤساء العشائر العربية السنية في نينوى السيد البارزاني بضرورة مشاركة قوات البيشمهرگه في عملية التحرير لا من اجل التحرير فقط وانما أيضا من اجل (حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم وتوفير الأمان لهم) للأسباب المعروفة لدى كل عراقي!
غني عن البيان ان هذه التصريحات تأتي أيضا في الوقت الذي تخوض فيه قوات البيشمه ركه حربا ضروس على جبهة طولها حوالي الف كيلومتر وفقط خلال الأسبوع الحالي حررت فيه مناطق واسعة في محاور الخازر والكوير ومخمور وحررت (12) قرية كانت تخضع لسيطرة الإرهابيين وكبدت العدو خسائر فادحة كما حررت الجسر الرابط بين الكوير والموصل والذي يمكن ان يقدم مساعدة كبيرة لتقدم الجيش العراقي وعبور قواته الى الضفة الغربية لدجلة وفتح جبهات جديدة ضد العدو الإرهابي الذي يطالب السيد العبادي بعدم التحرك ضده. ولعله من الضروري تذكير السيد رئيس مجلس وزراء العراق الاتحادي بان قضاء مخمور ومناطق الكوير والخازر كانت الى وقت الانتفاضة جزء من منطقة الحكم الذاتي وتم فصلها عن أربيل لغرض إقامة المؤسسات التابعة للنظام الدكتاتوري بعد طردها من أربيل، والشعب الكوردي وقوات البيشمهرگه الباسلة لا يتوسعون في أراضي السيد العبادي ولا ينتهزون الفرصة لفرض امر جديد لا الان ولا مستقبلا، واذا كانوا سيشاركون في تحرير نينوى وسيشاركون حتما، فهي من اجل تحريرها وحماية مواطنيها تعبيرا عن ايمانهم بالوحدة الوطنية والتآخي العربي الكوردي الذي تحاول حكومة بغداد نسفه بكل الطرق الممكنة وتهدد بانها (لا نقبل بانتهاز الظروف الحالية لفرض واقع في نينوى)!!
ترى متى يستوعب البعض بان العالم قد تغير؟
[email protected]*