• Monday, 23 December 2024
logo

بمناسبة ميلاده السبعين: رحلة الديمقراطي الكوردستاني نحو تحقيق الحلم الكوردي(استقلال كوردستان)

بمناسبة ميلاده السبعين: رحلة الديمقراطي الكوردستاني نحو تحقيق الحلم الكوردي(استقلال كوردستان)
أحمد قطو

منذ تأسيسه في السادس عشر من آب 1946م، ضمن ظروف عصيبة في تاريخ الحركة التحررية الكوردية، المتمثل آنذاك بالصراع الدولي على تقاسم مكتسبات الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة وفي ظل الجمهورية الكوردية الوليدة كوردستان (مهاباد) تأسس هذا الحزب على يد الأب الروحي للقومية الكوردية في العصر الحديث ملا مصطفى بارزاني والذي خاض بعدها بفترة قصيرة رحلته الأسطورية مع( 500 ) من البيشمركة نحو الاتحاد السوفياتي ولكن خلايا الحزب انتشرت بسرعة وقوّة في المناطق الكوردية في كوردستان الجنوبية وبغداد، وبعد عودة البارزاني الخالد إلى العراق عام 1958 تضاعف أعضاء الحزب وتعاظم قوّته، والتفت الجماهير الكوردية حول شخصيته القيادية وكاريزميته الفريدة، ولكن الخلافات مع القيادة العراقية حول الحقوق الكوردية ظهرت من جديد واضطر البارزاني الخالد إلى إعلان ثورته المسلحة والمعروفة باسم ثورة أيلول المجيدة عام 1961م.

و اضطرت القيادة العراقية بعد أن يئست من وأد الثورة الكوردية إلى الاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكوردي في اتفاقية 11 آذار 1970 وكان هذا أول انتصار وانجاز تاريخي يحققه الحزب الديمقراطي الكوردستاني والشعب الكوردي في جنوب كوردستان، بل وأول مرة تعترف إحدى الدول الغاصبة لكوردستان بحقوق الشعب الكوردي رسمياً، وكان شعار الحزب إلى حينه " الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان".
لكن القيادة العراقية أيضاً حاولت التملص من هذا الاستحقاق التاريخي وأفرغت الاتفاقية من مضمونها وأضحى الحكم الذاتي صوريا لا معنى له، وبعد الاتفاقية المشؤومة بين صدام حسين وشاه إيران في آذار عام 1975 والتي قضت بتنازل صدام لشاه إيران عن شط العرب مقابل أن توقف إيران دعمها للثورة الكوردية بقيادة البارزاني الخالد، بدأت مرحلة نضالية جديدة في تاريخ الحزب والكورد عامة في جنوبي كوردستان وذلك بإعلان ثورة كولان التاريخية عام 1976 وتغيير شعار الحزب إلى " الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي الحقيقي للكورد " وهو ما لم يكن ممكناً تحقيقه في ظل حكومة صدام حسين أو حتى بعده .
بعد الهجرة المليونية للشعب الكوردي و القرار الدولي بتوفير الملاذ الآمن للكورد و سحب الحكومة العراقية لموظفيها من اقليم كوردستان عام 1992م واستجابة للظروف الدولية الجديدةغيّر الكورد شعارهم إلى (الفدرالية لكوردستان ) وقد استطاع الكورد تحقيق مطلبهم ودون الانفصال عن العراق ولكن الحكومات العراقية المتعاقبة لم تستطع إيفاء الكورد حقوقهم واعتبروه انفصالا، و بعد سنوات من الأخذ والرد بين رئاسة الإقليم والحكومة العراقية ارتأت رئاسة الإقليم ممثلاً بالرئيس مسعود بارزاني أنّ أفضل حل للقضية الكوردية في جنوب كوردستان هو الاستقلال وذلك من خلال استفتاء شعبي على هذا المطلب، والحلم التاريخي للكورد سيتحقق عما قريب بفضل نضالات الشعب الكوردي والقيادة الحكيمة للديمقراطي الكوردستاني الذي قاد نضال الشعب الكوردي في جنوب كوردستان لسبعين عاماً من انتصار لانتصار.
وللتاريخ يجب أن نؤكد المواقف الثابتة للبارتي من قضية الأقليات العرقية في كوردستان، ففي جميع المحادثات التي جرت بين البارتي والحكومات العراقية المتعاقبة، كان البارتي يركز على حقوق أخواننا الأشوريين والكلدانيين والسريان والأرمن وهذه نقطة تسجّل لصالح البارتي.
و رغم كل هذه الانتصارات كان أعداء الشعب الكوردي بالمرصاد وكما يقال " الشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحجارة" لذلك لم تخل الساحة من أعداء، فخلال تاريخه وعلى امتداد سبعين عاماً تعرّض البارتي لهجمات شرسة من قبل أعداء الشعب الكوردي ومن بعض الكورد الذين يدورون في فلك الأعداء، واستخدموا كل الوسائل للنيل من المواقف القومية الثابتة للبارتي، لكن البارتي كان يخرج من كل معركة أقوى من ذي قبل. ولو أنّ حزباً آخر تعرض لما تعرض له البارتي من هجمات لكان الآن هباءً منثورا.
Top