شنكال الجُرحْ الَذي لا يَنْدَمِلْ
تحل علينا هذه الايام ذكرى جريمة مؤلمة على كل مَنْ في قلبهِ ذرة من الرحمة او الأنسانية، جريمة خُصَ بها الشعب الكوردي دون غيره من شعوب الارض...
جريمة فيها من البشاعة ما قلَ نظيرها في التأريخ الحديث خاصة مع عصر العلم والتكنلوجيا الذي نحن فيه، جريمة اعادتنا الى عصر مضى منذ مئات السنين وللأسف لازال هناك الكثير ممن يتغنى به!
نعم تحل علينا الذكرى الثانية لجريمة شنكال تلك الجريمة التي اصبحت وصمة عار في جبين الانسانية.
قيل الكثير عن هذه الجريمة وعن مرتكبيها الذين لايمكن مسامحتهم بأي شكل من الاشكال...
وهناك من حاول ولا يزال أن يستغل هذه الجريمة لتحقيق مكاسب سياسية على حساب دماء الضحايا من خلال اتهام خصومهم السياسيين بالمسؤولية او التسبب بوقوع هذه الجريمة...
لا يمكن لأي شخص سوي ان ينكر بأنه كان هناك تخاذل او تهاون من قبل اشخاص، ولكن ليس عن عمد او تآمر كما يحاول البعض ان يصوره.
وربما كان هناك افراط في الثقة من الاخوة الايزديين بمن وعدوهم كذبا من الدواعش بأنهم لن يتعرضوا اليهم اذا ما استولوا على مناطقهم وهذا ما زاد من عدد الضحايا...
اما ان تأتي جهة ما لتتهم قوى معينة بالتسبب بالكارثة فهذا برأيي محض هراء لانه وبكل بساطة ماحدث ليلة الثالث من آب كان اكبر من حجم وقدرات الاقليم بأكمله، اذ كانت عبارة عن مؤامرة مخابراتية دولية واستنادا الى روايات من كان متواجدا في تلك القطعات أنه كان يصل اليهم الاوامر دون ان يعرف المصدر!!!
وهذا ما احدث ارباكا كبيرا في صفوفهم...
هذا ناهيك عن الحملة الاعلامية المهولة التي سبقت مجيء القتلة والتي ضخمت من قدرات داعش و وحشيتهم.
من وجهة النظر العسكرية نرى ان ما حدث في شنكال سبق وان حدث في مختلف المدن السورية والعراقية، وهنا لا اقصد نوع الجريمة انما اقصد طريقة استيلاء داعش على تلك المدن حيث تكرر نفس السناريو من مجيء اوامر من جهات مجهولة واحداث ارباك في صفوف القوات المدافعة عن المدن... وهذا ما يؤكد ما ذهبنا اليه من وجود مؤامرة مخابراتية وارجوا ان لا يتهمني احد بأصابتي بمرض نظرية المؤامرة لان هذا ما حدث فعلا .
اما ان تأتي جهة لتتهم جهة رسمية اخرى بالمسؤولية في وقوع الجريمة فهذا هو التجني بعينه والهدف منه كسب اصوات على حساب دماء الضحايا، والأمَرْ من ذلك هو ان هذا الاتهام يُبْعِد النظر والحديث عن القتلة الفعليين الذين خانوا حق الجيرة والتعايش طيلة عشرات السنين وهذا كمن يتهم الراعي بأكل الشات ويغض النظر عن الذئب الذي ارتكب الجريمة.
لذا مهما كان الامر سواء كان اهمالا أو تخاذلا من البعض، يجب علينا ان نحافظ على وحدة صفوفنا وألا ننساق وراء مؤامراتهم الدنيئة الهادفة الى اشغالنا عن معرفة الحقيقة ونسيان القتلة الفعليين ومن ساعدهم او سهل الامر لهم، وانا على يقين بأنه سيأتي اليوم الذي ينال فيه كل ظالم ومتخاذل حقه وستعود السبايا الى ذويهن بجهود الخيرين وجهود حكومة اقليم كوردستان التي استطاعت ان تعيد عدد منهن وبشتى الطرق، وانا هنا لا ادافع عن جهة ما انما كلمة حق يجب ان تقال وهذا واجب الحكومة الى ان تتحرر آخر سبية او مخطوف من براثن هؤلاء الوحوش.
اخيرا ارجوا أن لاتمر هذه الذكرى كغيرها من الذكريات المؤلمة على الشعب الكوردي بمجرد نشر بيانات الاستنكار والادانة، بل يجب ان تكون ذكرى لأحقاق الحق وتعويض كل من تأذى جراء هذه الجريمة وليبقى اثر هذا جرح هذه الجريمة راسخا في أذهاننا الى أبد الآبدين .