مجلس نواب أم مجلس نهّاب ...؟
يعتزم مجلس النواب العراقي تشريع قانون خاص بالأمتيازات والرواتب والمنافع لرئيس ونواب وأعضاء المجلس ، في سابقة خطيرة ان يقدم البرلمان على تحقيق المزيد من المنافع وتعظيم مرتباتهم المعيشية دون استحقاق وظيفي، وفي ظرف تقشف وافلاس ميزانية الدولة، الأمر الذي يجعل هكذا خطوة جريمة صارخة واستهتار بحقوق الوطن والمواطنين واستغلال لسلطة التشريع .
يريد مجلس " النهّاب " كما يسميه ابناء الشعب العراقي ، ان يتمتعوا بما يتمتع به رئيس الوزراء ونائبيه والوزراء من ناحية الراتب والأمتيازات والحمايات والجواز الدبلوماسي له ولعائلته ولثماني سنوات والعلاج المجاني داخل وخارج العراق والدرجات الخاصة، اضافة الى منحة مالية كبيرة يحددها رئيس البرلمان ونائبيه ...!
من المعروف ان راتب ومخصصات وامتيازات النائب العراقي تصنف ضمن أعلى المرتبات بين برلمانات العالم ، بل تزيد على النائب الياباني والفرنسي والاسباني والتونسي وغيرهم كثير، وبهذه الزيادة ( السرقة ) التي هم بصدد تشريعها ، فأنهم يحققون مبدأ ومنهج الفساد دون رادع ، بل يرتكبوا جريمة بشعة بحق المال العام والشعب الفقير، جريمة مع سبق الإصرار والترصد وفي ظرف مشدد ( التقشف )، كما يقتضي المنطق القانوني .
اخاطب ماتبقى من ضمير حي لدى بعض النواب أن يقوموا بجردة حسابات عن انجازاتهم ، وساعات عملهم ، وماذا قدموا للشعب العراقي غير استنزاف ميزانيته وصراع الديكة والمصالح والتنابز والشحن الطائفي ...؟
ان نشاطكم ياسادة وحماياتكم وانخراط اغلبكم في أنشطة منحرفة ومشبوهة وصفقات فساد ورشى ، مايجعلكم مصدر إزعاج وألم وعالة على الوطن والمواطن ...!
أنتم ياسادة عطلتم القرارات التي تنفع الشعب والعملية السياسية والقضاء مثل قانون النفط والغاز وقانون التعديل البرلماني وقانون المحكمة الأتحادية وقانون العفو العام وقانون الأحزاب الذي بقي دون تطبيق وليس فيكم شجاعا ً يطالب بتطبيقه، واتفقتم على مفوضية انتخابات تحقق مآربكم الزائفة ، والكثير منكم جاء للبرلمان بالتزوير والصفقات واتفاقات الغرف السرية واحكام البراءة لقضاء مسيس ومنحرف، ولعل أول المتورطين في كل هذا رئيس برلمانكم .
عيب عليكم وضع قوانين لزيادة النهب بدلا من ترشيد هذا النزيف في رواتب كبار المسؤولين حيث اصبحوا طبقة برجوازية مترفة ومنعزلة عن الشعب الفقير ، تذكروا ايها النواب بأن النازحين وعددهم نحو ثلاثة ملايين نازح ومنذ ستة أشهر لم يتسلموا دينارا واحدا من الدولة العراقية ، فأستحوا يانواب الشعب ...!
تحسسوا آلام الناس وجوعهم بعد ان تركتوهم تحت سكاكين داعش ورحمة الطبيعة وحسنات المتصدقين، ألا لعنة الله على كل محتال ونهاب لمال الفقراء .
تذكروا ايها النواب أنكم تتمادون في هذه الخطوة الفاسدة ، وان الشعب ينتظر منكم مشاركته بهمومه وأزماته ، لا سرقة المال العام بغطاء تشريعي ، وهنا تكون الجريمة مركبة لأنها سرقة مال الشعب وخيانة الأمانة في تسخير السلطة الممنوحة لكم لخدمتكم الخاصة ...!
أخيرا ً تذكروا أن الشعب وكل الخيرين والمراجع سيحتجون عليكم ويسقطونكم ويفضحونكم شر فضيحة .