لأمن كوردستان ... رجال وراء الكواليس
الأمن هو الحياة ومطلب بشري منذ الأزل، كافح الانسان من أجل تأمينه بكل ما أوتي من قوة ودافع عنها بشراسة لامثيلة لها واختلفت أساليبه في بناء بيئة أمنة بين اللجوء الى الكهوف وبناء القلاع والحصون والعيش في جماعة وصنع أسلحة يدوية قديمة مثل السيوف والخناجر واستخدام الحيوانات في الدفاع والهجوم وبين اسلحة متطورة عابرة للقارات حتى الوصول الى القنابل النووية والدروع الصاروخية واستخدام آخر تطورات التقنيات والتكنولوجيا فأن جُلَّ تفكيره تكمن في تأمين حياته و ممتلكاته.
إن إحدى الوسائل التي أستعان الانسان بها بهدف العيش بعيداً عن مصادر الخوف والتهديدات المتعددة المتنوعة هي بناء مؤسسات معنية بحفظ الأمن وفق مناهج وهيكليات وأستراتيجيات تأخذ بنظر الاعتبار الموقع الجغرافي والوضع السياسي و الاقتصادي و التوزيع السكاني ونسبة الجريمة ونوعية التهديدات الموجه الخ... وتعمل في اطار قانوني يبين كيفية عملها واختصاصاتها وحقوق وواجبات العاملين فيها وتستخدم في سبيل تسهيل عمله الاجهزة الالكترونية و تكنولوجيا المراقبة والتنصت. ولكن يبقى رجل الأمن هو العنصر الأهم فلا يمكن تصور وجود جهاز أمني بدونه وبمستوى الاهتمام بتدريب رجل الامن و تطويره يمكن تقييم نجاح الجهاز من فشله وأن نتائج عمله هو المقياس لأن رجل الأمن هو الشمعة التي تضيئ طريق شعبه والسلّم الذي تعلو بها الامم و الدول وهو الامل الذي يرسم درب وطنه نحو العلا والالم الذي يذوق مرارة العمل ليل نهار خلف الكواليس والظلمات لينعم ابناء شعبه بالامان وانه الساهر المراقب لما يحكه الاعداء من مؤامرات ودسائس للنيل من بلاده يسهر لينام غيره ولايعرف الكلل و الملل، والتعب محذوف من قاموسه، ومن عينيه يشيع نور الحياة و التجدد، برؤيته تطمئن القلوب والنفوس الطيبة وتهتز عروش الطغيان والاجرام وتتصدع جدران الباطل الهاوى ويعلو صوت الحق الذي لايُعلى عليه، ومن ارادته القوية يؤسس الدول وبشجاعته تضرب الامثال، فانهم السور الذي ينهزم أمامه قوى الشر والظلام الذين لايريدون للانسانية خير وعطاء للشعوب التقدم، ان أمن اقليم كوردستان مفخرة لكل من يشعر بانتمائه اليه اينما كان فأن ما يشهده الاقليم من أمان بين هذه الكتل النارية الملتهبة حولها في دول الجوار محل اعتزاز ودليل على قوة وصلابة اجهزتها الامنية المطعمة بتعاون كل المواطنين الذين هم رجال الامن من طراز الاول، يوماً بعد آخر و يسجل رجالات الاجهزة الامنية في الاقليم صفحات جديدة من النجاح وافشال مخططات الاعداء المارقين و الحاقدين على مايشهده هذه التجربة الديمقراطية من تقدم بصورة يسمع صداها في الانحاء المعمورة، وان المستور من المعلن غيض من فيض بفضل رجال اوفياء لوطنهم ومخلصين لشعبهم فانهم منطلقون من رحم الاقليم، وولدوا ليناضلو و يضحوا ليكونو قناديل يشقون ظلمات الليل الدامس، صدورهم دروع بوجه الخارجين عن القانون وخلقوا ليحملوا هذه المسؤولية العظيمة وانهم أهل لها و الواقع الآمن خير برهان لانه ثمرة عرق جبينهم ودمائهم الطاهرة وعملهم المستمر، لاينحفون امام الصعاب بل يزدادون إيماناً وحماسة فانهم كقطع أثرية كلما كانت قديمة ازدادت ثمناً، رحماء على مواطنيهم واشداء على الاعداء، يسجل تاريخاً مشرفاً لأولاده يعتزون من بعده لما قدمه من خدمة جليلة لهم ولبلاده، عاش بعيداً عنهم وضحى بحقه في الابوة والقيام بتربيتهم لأسعاد ابناء بلده. فانهم بحق يستحقون كل الاحترام والتقدير وانهم الفئة النقية الصافية ويحسد عليهم وباختصار انهم رجال يواصلون ليل نهار خلف الكواليس، فان كل منهم يحفظ بين جنبيه الكثير مما لايمكن افشاءه لأنه الصندوق الاسود، يرى الصورة من كل الجوانب وعلى أيديهم تحقق الاحلام و بجهودهم نصل الى الاهداف، في المحن يزدادون صلابة و صقلاً، كل منهم مدرسة بل جامعة في حب الوطن والاخلاص والتضحية بعيداً عن الانانية والحقد، سعادته في دحر الاعداء و تطبيق القوانين وتقديم الخدمة لبلاده، هكذا كانوا وسيبقون لانهم قرروا وعقدوا على انفسهم إما الموت او العيش بامان.