معاهدة اربيل واشنطن معاهدة من اجل المستقبل
هناك الكثير من دول العالم من التي تمتلك جيشا نظاميا ذات عدة متكاملة، وتمتلك اساطيل عسكرية معتبرة ولها مقعد ثابت في الامم المتحدة وهي عضوة في كافة المحافل الدولية تتمنى نظرة رضى من حكومة الولايات المتحدة الامريكية.
ولا يخفى على احد ما تقدمه الدول العربية من مجاملات وخدمات الى الولايات المتحدة الامريكية، حتى انها أركنت قضية فلسطين وشعاراتهم الرنانة حولها على جنب فقط لكسب رضاها، ورغم كل ذلك فإن هذه الدول لا تكسب ود وأحترام الولايات المتحدة الامريكية صاحبة اقوى جيش في العالم!
فما الذي جعل هذه القوة العظمى تحترم اقليم صغير مثل اقليم كوردستان وتأتي الى هولير عاصمة هذا الاقليم لتوقع معه اتفاقية عسكرية للتعاون ما بين الجانبين رغم اختلاف موازين القوى بينهما ورغم ان الاقليم لم يفعل ما فعلته الدول التي تحدثنا عنها...!
فهل كانت المعاهدة التي ابرمت ما بين اقليم كوردستان مع اعظم دولة في العالم محض صدفة ام جاءت نتيجة لتخطيط وسياسة حكيمة تمثلت بحكمة شخص ما استطاع ان يجعل من اقليم صغير حجما الى لاعب كبير في الساحة السياسية العالمية فعلا واداءاً؟
مما لاشك فيه انه كان لسيادة الرئيس مسعود بارزاني الفضل الكبير في تحقيق هذه الاتفاقية فهو ذاك القيادي الذي اوصل الاقليم الى هذا المستوى من الاهمية، وهذا مايشهد به الاعداء قبل الاصدقاء رغم كل ما كان يحاك ضده من شتى انواع المؤامرات من قبل جهات سياسية داخلية مدعومة من قبل الخارج.
رغم كل تلك المؤامرات الا ان البارزاني ومن خلال حكمته في قيادة البيشمركة وادارته للسياسة الخارجية للإقليم تمكن ان يقنع دول التحالف في ظرف ساعات الى ان يتدخلوا للدفاع عن اقليم كوردستان ضد الهجوم البربري لتنظيم داعش الارهابي وبالتالي كسب مكانة دولية كبيرة على الساحة العالمية، اضافة الى ذلك هناك عدة عوامل ساهمت في تحقيق هذه المعاهدة، يأتي في مقدمتهم سياسة الحكومة الاتحادية في بغداد واستمرارها في تجاهل البيشمركة وعدم الاشادة بالانتصارات التي كانت تحققها في حربها ضد الارهاب، كما ان استمرار بغداد في انتهاج سياسة حرمان البيشمركة من حصتها في الاسلحة التي كانت ولازالت تقدمها القوات الدولية للعراق من اجل محاربة الارهاب وفرضها حصارا اقتصاديا على الاقليم دون الاخذ بنظر الاعتبار مسألة حربه ضد الارهاب.
كل هذا ادى الى اقتناع المجتمع الدولي وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية الى وجود خطر دائم على الكورد في العراق وهذا الخطر متمثل بمن يتقلد السلطة في بغداد ايا كان توجهه السياسي ولهذا جاءت الاتفاقية لكي تحمي الاجيال القادمة من هذا الخطر الدائم وهذا ما يظهر بعد نظر البارزاني للامور وخوفه على مستقبل الاقليم لما بعد داعش ولهذا كان البارزاني يرفض مشاركة البيشمركة في معركة تحرير الموصل دون ضمانات مستقبلية.
هنيئا لنا قائدنا البارزاني وهنيئا لأجيالنا القادمة المستقبل المشرق والصداقة الدائمة مع اكبر واعظم دولة في العالم.