برزت في الآونة الاخيرة ظاهرة جميلة ومهمة في وسط الشارع الكوردي وتحديدا في مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى اقليم كوردستان وتمثلت هذه الظاهرة بإعلان المشتركين في هذه المواقع عن تأييدهم لأجراء الاسفتاء الذي دعا اليه الرئيس مسعود بارزاني في وقت سابق وذلك من خلال نشرهم لصور وبوسترات مؤيدة لأجراء الاستفتاء، يكمن جمال هذه الظاهرة في عفوية الطرح لآراء الشباب حول هذا الموضوع، أما أهمية الظاهرة فتكمن في انها تدق ناقوس الخطر والتحذير للجهات السياسية التي تماطل في اعلان موقفها الواضح من مسألة الأستفتاء كونها اصبحت مطلبا جماهيريا وخرجت من نطاق الدعوة السياسية، وأي موقف سلبي من اية جهة حزبية تجاه عملية الاستفتاء سينعكس على شعبية ذاك الحزب سلبا والعكس صحيح...

اذ من المعلوم ان الاستفتاء الشعبيّ ( السياسي ) هو لجوء السلطات العامّة إلى الشَّعب ليُبدي رأيه في موضوع ما عن طريق التصويت عليه، فإمّا أن يقرَّه أو يرفضه، تصويتاً مباشراً ولا أعلم لِمَ الخوف من هذا الأجراء ؟؟؟

هناك بعض الاحزاب السياسية الكوردية لم يعلنوا موقفهم الواضح والصريح تجاه الاستفتاء حتى اللحظة، تارة يعلنون تأييدهم وتارة اخرى يرفقون مواقفهم بشروط عجيبة غريبة وحسب الأملاءات التي تملى عليهم من الخارج، وللأسف يبدوا ان الاملاءات اصبحت ظاهرة شائعة وسط اغلب الاحزاب والكتل السياسية وكأنهم لايمتون بصلة لهذا البلد...
ان هذه المواقف غير الواضحة من قبل بعض الجهات السياسية الكوردية إزاء مسألة الاستفتاء سيضع هذه الجهات في موقف حرج امام شعب كوردستان الطامح الى اجراء الاستفتاء وبالتالي التصويت لأجل الاستقلال وما مسألة الأستفتاء الا أختبارا لمدى التزام الاحزاب الكوردستانية بالوعود والاهداف التي اعلنوها سابقا بل نشأوا لأجلها وما عليهم سوى اثبات مصداقيتهم مع هذا الشعب المغلوب على أمره الذي اصبح اسيرا لاتفاقية مشؤومة وضع بنودها شخصان اجنبيان (سايكس وبيكو) لايمتان بصلة لتأريخ وعراقة شعوب المنطقة، وللأسف اكتسب هذان الشخصان درجة القدسية لدى البعض وباتوا يصدرون الفتاوي لحرمان المساس بهذه الاتفاقية وما علينا إلا الوحدة والالتفاف حول دعوة الرئيس القائد مسعود بارزاني في الاستفتاء الشعبي لتحقيق الاستقلال واعلان دولتنا لنرقى الى حجمنا الإنساني والقومي كبقية شعوب العالم

جلال شيخ علي