الكورد العراقيون الى الحرية
ما صرح به السيد مسرور بارزاني مستشار مجلس امن إقليم كوردستان لصحيفة واشنطن بوست أيار/ 2016 من عدم وجود ثقة بين الكورد والدولة العراقية، وان التعايش الاجباري في العراق بلا جدوى لكونه بلد فاشلٌ من كل النواحي عبّر في الحقيقة لا عن مشاعر الكورد فقط وانما عن مشاعر العراقيين الذين تستمر ثورتهم البيضاء منذ ما يقارب السنة واجتاحت أخيرا البرلمان العراقي واسقطت في الحقيقة الدولة الفاشلة باعتراف العديد من الأطراف الدولية والإقليمية بما فيها موقف نائبة المفوض السامي لحقوق الانسان في الأمم المتحدة التي اكدت على (ان لا يسمح المجتمع الدولي لنفسه بالتورط مع القيادة العراقية الفاشلة) وان (هناك شلل سياسي في العراق ولا توجد حكومة) كما لا وجود لاحترام القانون وحقوق الانسان ولا للعدالة ولا للأمن والاستقرار ولا للخدمات العامة ولا لإنقاذ ثلث العراق من سيطرة العصابات الإرهابية، ويأتي من يريد إجبار الشعب الكوردي على العيش ضمن اسوار هذا السجن ويصب جام غضبه على القيادات الكوردية التي تدافع عن شعبها، بتزوير الاحداث والوقائع دون ان يفهموا ان العالم قد تغير وان المتابع يستطيع معرفة الحقيقة من مصادرها وان الهرطقة التي يدعونها ويبشرون بها ليست الاّ هلوسة عنصرية متخلفة لم تعد تجد اذان صاغية لها ولم يعد في مقدورها إخفاء الحقائق على الأرض، والحديث عن تأريخ المواطنة في العراق هو جزء من هذا التزييف والانسلاخ والبعد عن الواقع الذي عاشه العراقيون منذ تأسيس هذه الدولة المستحدثة التي لم تعترف يوما بحقوق المواطن وحرياته الأساسية، الدولة التي عاشت فقط عن طريق العنف والقتل والتشريد والمقابر الجماعية لا ضد الشعب الكوردي فقط وانما أيضا ضد العرب والشيعة منهم خاصة، فالدولة المستحدثة التي رسمت القوى العظمى خارطتها وفق مصالحهم لم تحترم ابدا إرادة مكوناتها واجبرت الجميع على الاتحاد الاجباري الذي ينفرط عقده اليوم وبسرعة .
لقد حققت حركة التحرر الوطني الكوردي إنجازات كبيرة سواء على المستوى الدولي والاعتراف الممزوج بالاحترام والتقدير الذي يكنه العالم المتحضر لشعب كوردستان وقيادته الوطنية او على الطريق المليء بالتضحيات والالام والدماء والدموع ضد حملات الإبادة العنصرية للأنظمة المتعاقبة على الحكم في بغداد التي كانت ولا تزال السبب الرئيس فيما وصل اليه العراق اليوم، وعلى سبيل المثال وليس الحصر فان عدم اعتراف النظام الدكتاتوري المقبور بحقوق الشعب الكوردي وتراجعه عن تنفيذ اتفاقية 11/اذار/1970 كان السبب الحقيقي وراء التنازل المخزي عن حقوق كافة العراقيين لصالح شاه ايران وبالتالي أدى الى نشوب الحرب العراقية الإيرانية وبعدها الحرب ضد الجارة الكويت وأخيرا دفع ثمن تنكره لحقوق مواطنيه بسقوطه المدوي.
الكورد متجهون وبثبات نحو الحرية ابتداء من الاستفتاء الذي سيجري قريبا والذي سيوضح بصورة جلية لا لبس فيها إرادة شعب كوردستان للمجتمع الدولي والإقليمي وانتهاءً بتحقيق كامل حقوقه المشروعة في الحرية والعدالة وضمان مستقبله.
الكورد سائرون نحو الحرية وهم بذلك لا يغادرون وطنا كما يدعي البعض من مزوري التأريخ والاحداث وانما يسعى لبناء وطن ويحرره من القيود التي كبلته بها مصالح الموقعين على اتفاقية سايكس بيكو المنتهية مفعولها والتي خلقت دولا لم يكن لها وجود أصلا.
[email protected]