الشراكة العقيمة مع العراق
مع ميلاد الحزب الديموقراطي الكوردستاني عام 1946 دشنت حركة التحرر الوطني الكوردستاني مرحلة جديدة في تأريخ نضال شعب كوردستان من اجل حقوقه المشروعة، ومن صفوف هذا الحزب انبثقت أحزاب وكتل سياسية لم تخرج في اطارها العام عن مبادئ وبرامج الديموقراطي الكوردستاني وفي مقدمة هذه المبادئ كانت ولاتزال موضوع حماية الوحدة الوطنية العراقية والتآخي العربي الكوردي الذي صاغه الحزب في شعاره المعروف( على صخرة التآخي العربي الكوردي تتحطم مؤامرات الاستعمار)، وبقي الحزب طيلة العقود الماضية وفيا لهذا الشعار رغم كل الماسي والمحن التي عاشها الشعب الكوردي.
اليوم ورغم الدور الكوردي الفعال والمؤثر سواء في انتفاضة ربيع 1991 وتجاوبه مع الاخوة العرب في الجنوب او في توحيد صفوف المعارضة الوطنية واسقاط النظام الدكتاتوري ومساهمته في إرساء أسس النظام الفيدرالي وتشكيل اول قوة مسلحة للجيش العراقي بعد حل جيش النظام المقبور والدفاع البطولي الحالي لقوات البيشمه ركه عن الشعب العراقي ضد همجية القوى الإرهابية واستعداده الدائم للحوار ولإيجاد الحلول للمشاكل العالقة فالدولة العراقية الطائفية والفاشلة تنفذ برنامجا اقل ما يقال عنه بانه عدائي ضد شعب كوردستان من خلال:
1 ـ فرض حصار اقتصادي على إقليم كوردستان.
2 ـ حرمان الإقليم من الحصول عل حصته الكاملة من الميزانية الاتحادية.
3 ـ بذل كل الجهود والمساعي المريبة والأموال الطائلة لتكريس بقاء ثلث كوردستان كمناطق متنازع عليها وتشجيع كل النشاطات المشبوهة لتغيير الواقع السكاني والسيطرة على المناطق النفطية.
4 ـ رفض الحلول المقترحة لما يسمى بأزمة النفط والإصرار على المضي قدما في نهب ثروات كوردستان دون وجه حق والذي بدأ منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى الان.
5 ـ رفض قبول البيشمه ركه كقوة مسلحة عراقية وحرمانهم من السلاح والعتاد اللازم لمواجهة قوى الإرهاب الغاشمة.
6 ـ محاولة تهميش الدور الكوردي وابعاد ممثليه عن مراكز صنع القرار رغم ان الكورد يشكلون ثاني أكبر قومية في العراق ناهيك عن المحاولات المستمرة لشق وحدة الصف الكوردي.
7 ـ الغاء مبدأ وقاعدة الشراكة الوطنية وعدم الالتزام بالاتفاقات السياسية المعقودة وتجاوز الدستور وحتى العلاقات الوطنية المعروفة.
بعد تجربة ما يقارب قرن من الزمان مع مختلف السلطات الحاكمة في بغداد وهي تجربة مرة بكل المقاييس، آن لشعب كوردستان ان يعيد النظر في طبيعة علاقته مع السلطة الحاكمة في بغداد التي تلفظ أنفاسها الأخيرة وتتنكر لحقوقه الدستورية وتجر البلاد الى حرب أهلية وصراع دموي ليس للكورد أي مصلحة فيها ويرفضها جملة وتفصيلا.
الوحدة القسرية الاجبارية التي لم تعش الا على حساب دم الكورد ومعاناتهم ومن بينها دماء قرابة ثمانية الاف مواطن من عشائر بارزان وخمسة الاف مواطن اعزل في حلبجة و182 ألف مواطن خلال جريمة حملة الانفال، هذا عدا الالاف المؤلفة الذين تم تصفيتهم في السجون والمعتقلات والمنافي والمقابر الجماعية ان لها ان تنتهي قبل ان يجد الشعب الكوردي نفسه في اتون حرب طائفية عنصرية جديدة لا تخصه لا من قريب ولا من بعيد.
لقد آن الأوان لوضع حد نهائي لهذه الشراكة العقيمة رغم اعتزاز شعب كوردستان وفصائل حركة التحرر الوطني الكوردي بالتآخي العربي الكوردي، فالشعب الكوردي كما قلت دائما ليس مسؤولا عن أخطاء الاخرين وافراطهم بوحدة البلاد ومن المفروض إيصال صوت شعب كوردستان ومطالبه العادلة الى المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكل محبي الحرية والسلام خصوصا في العالم العربي لإزالة هذا الغبن والاجحاف الذي لحق بشعب كوردستان ويهدد مستقبله كما يهدد الامن والاستقرار والسلم الإقليمي وما ينتج عن ذلك من مأسي مروعة.