• Monday, 23 December 2024
logo

غياب المراكز التعليمية والجامعات تدفع الشباب الكورد

غياب المراكز التعليمية والجامعات تدفع الشباب الكورد
شفان الابراهيم
تعتبر هجرة العقول والأدمغة والكفاءات من بين ابرز المشاكل التي تعانيها المنطقة الكوردية على الرغم من الهدوء النسبي الذي تتمتع به، وتتسبب في إحداث شرخ كبير بين العرض والطلب سواء في الجهات التعليمية أو المراكز الخدمية.

وفي ظل غياب المراكز التعليمية من الجامعات وغيرها، يبقى السؤال الأبرز حول عمل المجالس الكوردية وعدم الحصول على مكاسب من علاقاتها مع الدول الأجنبية ومراكز القرار فيما يخص مستقبل الطلبة الكورد في سوريا.
في ظل غياب أي إحصائيات رسمية لهجرة الجامعيين والكفاءات، فإن الفراغ الحاصل نتيجة هذه الهجرة تبين أن المنطقة باتت شبه فارغة من أغلب العقول وأصحاب الشهادات العليا.
في هذه الأثناء فإن المجلس الوطني الكوردي - ائتلاف يضم أحزاب وتنسيقيات وشخصيات كوردية مستقلة- الذي تأسس نهاية العام 2011 بعد انطلاقة الثورة السورية بأشهر، لم يستطع بلورة تواصله مع أغلب عواصم القرار الدولية. كما لم يستفد من الـ 125 دولة المعترفة بالمجلس على حد زعمه، لكنه يكتفي بتحديد أسباب الهجرة على أنها بسبب سياسات الإدارة الذاتية من تجنيد إجباري وغيرها. في المقابل فإن الإدارة الذاتية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي بالتحالف مع قوى وشخصيات عربية ومسيحية بداية العام 2014، تصر على أنها في حالة حرب مع تنظيم داعش ولا يمكنها القفز فوق هذه المشكلة. لكن المجلس الكوردي ينضم تحت الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والذي أستطاع أن يؤمن مستقبل عشرات الآلاف من الطلبة الجامعيين من مختلف المناطق السورية، ومختلف المراحل الأخرى للمقيمين واللاجئين في تركيا، إضافة إلى الاستفادة من المنح المقدمة من الدولة التركية للطلبة، وهو ما يثير الاستفسار عن سبب عدم استفادة الطلبة الكورد من تلك المنح.
فالمجلس اكتفى بالأعتماد على جامعات إقليم كوردستان وسط الأزمة التي يعاني منها الإقليم، مع ذلك أعلنت مؤخراً وزارة التعليم العالي في إقليم كوردستان العراق، وبالتنسيق مع اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني – روج افا – وهو تجمع طلابي شبابي تأسس في هولير نهاية2013 يضم خليط من جميع التوجهات السياسية والدينية والقومية في المناطق الكوردية- الإعلان عن قبول 263طالباً للفرعين الأدبي والعلمي في جامعات الإقليم للمرحلة الجامعية الأولى.
تعتبر فئة أصحاب الشهادات والدراسات العليا في المناطق الكوردية، الفئة الأكثر معاناة من البطالة، ويعود ذلك الى كون اليد العاملة الرخيصة هي المفضلة، خاصة في ظل غياب أي مركز بحث علمي في المنطقة الكوردية.
و تبقى جامعة الفرات قسم الحسكة هو المركز الوحيد، وهو مركز مفتقد لأبسط مقومات البقاء أو العمل البحثي الناجح، بدأً من البنية التحتية المعدومة وصولاً إلى هجرة أغلب حملة الماجستير والدكتوراه بسبب غياب الرواتب وعدم الاهتمام بهم.
وفي ظل استمرار الخلافات البينية الكوردية فإن الإرادة السياسية
بالاهتمام بمصير ومستقبل الطلبة لا يزال مفقوداً، وخاصة أن معظم الأطراف الكوردية ومنذ 2011 لم تصرف (200) ألف ليرة سوريا على قطاع التعليم خاصة الجامعي.

وسط حالة اللامبالاة التي يعانيها الطلبة الكورد، وبشكل خاص أصحاب الكفاءات العلمية، فإنهم يجدون أنفسهم ملزمين ومجبرين على امتطاء إحدى بلمات الموت، واللجوء إلى أوربا على أمل العثور على فرصة إتمام تحصيلهم العلمي. وتبقى ظروف المعيشة وصعوبة الحياة هناك السبب بدفع العديد منهم لترك التعليم والجامعات واللجوء إلى المطاعم وغيرها لتأمين لقمة العيش، وإن
حصلوا على ما يريدون فإنهم مُلزمون بالعمل للدولة التي أسست بنيان شخصياتهم وقدمت لهم العون للوصول إلى المراتب العليا وباتوا منخرطين ومندمجين في المجتمع الجديد.
وفق حالة الخصام غير المُعلن بين الأطراف السياسية الكوردية على اختلاف مشاريعها، والنخب السياسية والعلمية والفكرية والثقافية الكوردية، فإن حالة البؤس والفقر والحرمان والتجهيل، هي من أبسط النتائج المتوقعة والمأمول تحقيقها من قبل أطراف تسعى لفرض واقع الأمية والجهل بين الكورد،سواء بسبب سياساتهم، أو لامبالاتهم، أو عدم الاهتمام بملف الطلبة والكفاءات الكوردية وعدم طرحها في أي محفل أو اجتماعات، وما أكثر هذه اللقاءات والوعود والاهتمام الدولي بهم على حد زعمهم.
Top