ما احوجنا الى اعلام عسكري
قبل ايام مرت علينا الذكرى الثامنة عشر بعد المئة لميلاد اول جريدة كوردية، اذ استطاع الامير مقداد مدحت بدرخان اصدار جريدة كوردستان في العاصمة المصرية القاهرة في 22 من نيسان عام 1898 ومثلت هذه الخطوة اللبنة الاساسية الاولى والتاريخية في وضع الحجر الاساس للصحافة الكوردية وكانت بمثابة منعطف تاريخي هام لتاريخ شعبنا، بلا شك ان ماقدمه البدرخانيون للكورد يعد اهم موروث ثقافي وسياسي والذي يعتبره المؤرخون يوم نهضة الكورد، حيث لعبت الصحافة الكوردية منذ ظهورها دورا ايجابيا في ايقاظ الوعي القومي والوطني لامة مضطهدة ومجزأة والدعوة الى اشاعة التحرر والديمقراطية والمساواة ونشر المعارف والافكار الاصلاحية والعدل الاجتماعي وضمان الحريات وتحديث المجتمع الكوردي في كافة المجالات، اذن صحيفة كوردستان كانت اللبنة الاساس لتأسيس اخلاقيات الصحافة الكوردية، والان وبعد مضي 118 عاما تشهد الصحافة الكوردية اليوم تطورا ملحوظا وحققت نقلة نوعية وساهمت بشكل ايجابي في حماية المنجزات الوطنية والقومية، وان للصحافة الكوردية والكوردستانية دور حيوي وفعال في دفع عجلة البناء والتقدم، لذا فان الاحتفال بعيد الصحافة الكوردية هذا العام يحمل معاني كبيرة نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشها الصحفي اليوم اثناء ممارسة مهنته المحفوفة بالمخاطر خاصة في الحرب على الارهاب ومحاربة داعش والحرب الطائفية والمذهبية، حيث لايقل دور الصحفي عن دور البيشمةركه في ميادين الوغى، اذن ارى انه من الضروري ان نتحدث عن غياب الاعلام الحربي في كوردستان لان كوردستان هي الرقعة الجغرافية التي كانت ومازالت تتجه اليها الانظار لاسباب كثيرة وفي مقدمتها المخزون الهائل الذي يمتلكه من النفط وموقعها الاستراتيجي، لذلك واجه شعبنا ومنذ القدم اطماع الدول والشعوب الاخرى وكان دائما على اهبة الاستعداد للدفاع عن ارض كوردستان، والان نواجه اصعب الظروف حيث تقاتل قوات البيشمةركة بكل حزم وايمان وصلابة ضد قوات وحشية ارهابية تريد الاستيلاء والاعتداء على ارض وشعب كوردستان وستظل ضد كل معتدٍ أثيم، لذلك كان من الضروري الاهتمام بالاعلام العسكري حيث من المعلوم ان الاعلام الحربي يلعب دورا مهما جدا ويعتبر اداة ضرورية للتعبير عن الاحداث لان غاية الاعلام العسكري هي التثقيف والتوعية والتصدي لاي هجمة اعلامية قد يكون من شأنها التأثير على الروح المعنوية والتصدي اعلاميا لها، اذن ما احوجنا الى صحافة عسكرية واعلام حربي وانه لمن الضروري التخطيط لاعلام حربي لمواجهة الارهاب الذين يحاولون بشتى الوسائل التاثير على سلوكيات الناس ونشر الشائعات وزرع الخوف ونشر البلبلة عبر وسائل الاعلام لذا نحن اليوم بامس الحاجة الى اعلام حربي يستطيع ان يدير الازمات ومراسلين حربيين يقومون بتغطية اخبار الحرب وانتصارات البيشمةركة بصورة متوازية وصادقة وتسجيل انتصارات قوات البيشمةركة ودورها الرئيس في المحافظة على امن وسلامة المواطنين دون تميز بين المواطنين، اذ ان قوات البيشمةركة هي الوحيدة في العراق التي تدافع عن المواطنين دون استثناء او تفرقة وهم دائما عون وسند للجميع ولايهتمون للطائفية والمذهبية، هم يدافعون عن شرف العراقيين جميعا دون استثناء بالرغم ما تعرض له الشعب الكوردي على يد الحكومات المتعاقبة على حكم العراق من الظلم والاضطهاد والقتل والتهميش وقتل الكورد بالاسلحة الكيماوية وعمليات الانفال، لذا من الضروري الاهتمام بالاعلام العسكري و التنسيق مع وزارة البيشمةركة والمؤسسات الاعلامية في كوردستان للاهتمام بالاعلام الحربي في الاقليم، لاننا لاحظنا خلال الحرب ضد الارهاب، أن بعض القنوات والمؤسسات الاعلامية في الاقليم وللاسف تتصرف بشكل غريب ومثير للجدل ويقومون بنشر الاخبار الحربية فقط لتكون السباقة في نشر الخبر، لذا من الواجب على كافة الجهات المعنية ان يؤسسوا لاعلام وطني وعسكري لان الاعلام الحربي يعتبر من اهم فروع الاعلام، لذا حتى في حالات السلم ايضا نحن بحاجة الى الاعلام العسكري ولايجوز غياب دور قوات البيشمةركة الابطال في الدفاع عن الشعب والوطن لانه لايختلف بالنسبة للبيشمةركة وقت الحرب والسلم كون البيشمةركة في جميع الاحوال على اهبة الاستعداد للدفاع عن الوطن والشعب وترقب المخاطر والتهديدات، لذا ان دور الاعلام في مواجهة الارهاب يعد عنصرا مهما ومحوريا لتحقيق النصر والقضاء عليه ومن الضروري توثيق الجرائم الوحشية للارهابيين والمحافظة على الارشيف الذي سيكون في المستقبل مرجعا مهما في المراحل القادمة. وهناك نقطة اخرى يجب التركيز عليها نلاحظ بان بعض القنوات الفضائية لا تولي اهتماماً باهمية وحدة الصف ويصورون الاقليم بان لامكان للعيش فيه ويبرزون دائما النقاط السلبية وحياة الفقر والبؤس والبطالة، اذ تبث اخبارها وبرامجها و سمومها باسم الحيادية والموضوعية لكنها بعيدة عن ذلك تماما لاتعرض الا الجوانب السلبية المتشائمة لانها مأجورة من قبل البعض وتستغل فضاء الحرية والديمقراطية وتلبي رغبة اعداء الكورد وكوردستان، وفي المقابل هناك قنوات اخرى تصور حياة المواطن بانها حياة سعيدة ولا ينقصنا اي شيء اي نعيش في عز ورخاء لذلك اصبح المواطن في حيرة من امره ويفقد مصداقيته بالصحف والمؤسسات الاعلامية لذلك نقول نحن فعلا بامس الحاجة الى اعلام وصحافة موضوعية ومتوازية وصادقة حتى تكسب ثقة المواطن والقاريء والمشاهد والمستمع لان كما هو معلوم بعد 2003 تعددت اوجه النشاط الاعلامي والصحفي مع التطور التكنلوجي والحرية شهدت الصحافة الكوردية انتعاشا كبيرا في المجالات كافة من صحف واذاعات وقنوات تلفزيونية محلية وفضائية، لذا نحتاج الى التلاحم ونبذ الخلافات والعمل بروح الفريق الواحد للوصول بصحافتنا الى مستوى يليق بتاريخيها العظيم، وبهذه المناسبة نستذكر باجلال شهداء الحرية والكلمة الصادقة، شهداء الصحافة الكوردية من اجل ايصال الحقيقة حيث دافعوا بدمائهم الزكية عن كوردستان وشعبها وسطروا اروع صور التلاحم، تحية اعتزاز ووفاء الى كل من عمل وساهم من اجل انجاح الصحافة الكوردية .