التحدي في العراق.....سربست بامرني
ما سبق يعني ان قطبين في الإدارة الامريكية على اطلاع واسع بحقيقة الأوضاع في العراق، وهو ليس بالأمر الغريب، ولكن كما هو واضح من التصريحين فهما متفقان على ان وحدة العراق المتعدد الطوائف والاعراق صعبة جدا وانه ( التحدي ) الأهم بعد التجربة المرة الفاشلة لحكم المحاصصة وتوزيع الغنائم وما شابها من صراعات وتصفيات طائفية وفساد مالي وقصور رهيب في إدارة الدولة ومؤسساتها، وبالعودة الى ما يحدث حاليا على الساحة العراقية والتدخل الأمريكي الذي اعلن ان المساس بالرئاسات الثلاثة خط احمر على عكس مطالب الجماهير وأعضاء البرلمان المعتصمين والاحتجاجات الغاضبة التي تعم مدن العراق فان الحديث عن هذا ( التحدي ) الذي ذكره وزير الدفاع الأمريكي غير ممكن التحقيق والتنفيذ، ويبدو ان ما قاله الجنرال رايموند اوديرنو اقرب الى الواقع وان الحل الوحيد هو في التقسيم حقنا للدماء وللحيلولة دون المزيد من الدمار والتهجير والترحيل والحروب الطائفية والعنصرية المقيتة.
(التحدي) الذي ذكره وزير الدفاع الأمريكي ليس الا واحد من الأوهام غير قابلة للحياة التي سادت عقلية البيت الأبيض المترددة واللامسؤولة تجاه أرواح الملايين من مواطني بلدان ما يسمى بالربيع العربي وفي مقدمتها مصر وليبيا وسوريا والعراق الذي يسير بسرعة نحو هاوية التقسيم والاحتراب الداخلي والحرب الاهلية بعد التدمير الممنهج لمقومات المجتمع العراقي والالغاء العملي لروح وحق المواطنة واللجوء الى العنف المنظم في تصفية الخصوم المزعومين والعداء السافر لشعب إقليم كوردستان وحقوقه الدستورية المشروعة.
لذا ومع استمرار النهج الإقصائي السياسي الفاشل الذي مارسته الدولة منذ سقوط النظام السابق ف (التحدي) الذي أشار اليه كارتر سيبقى مجرد كلام في الهواء وما أكثر كلام المسؤولين الأمريكان في الهواء وحسب الهوى الذي يمكن لوزارة الخارجية الامريكية ان تتنصل منه دائما.
امام العراق طريق واحد لا غير فإما الالتزام بالدستور وقاعدة المشاركة واجراء مصالحة وطنية شاملة واحياء مبدأ المواطنة والاتفاق الحقيقي مع إقليم كوردستان وحل المشاكل العالقة وإلاّ فان ما قاله الجنرال الخبير بالوضع العراقي حول الحل الوحيد سيكون حقا في التقسيم وعسى ولعل ان يكون وديا حقنا لدماء الأبرياء الذين كالعادة سيكونون ضحايا العقليات العنصرية والطائفية المتخلفة.
[email protected]*