إما أن نكون شركاء، أو...صبحيي ساليي
لايعرفون، أو لايريدون أن يقولوا، إن الكورد متأكدون من أن المنطقة برمتها تشهد مخاضاً تاريخياً، لذلك يريدون أن يكونوا (هذه المرة) جزءاً ممن يصنعون المستقبل في هذه المنطقة من خلال إرساء وترسيخ سياسات واقتصاديات ودبلوماسية فعالة ومأسسة الإدارة، ومواجهة كل الذين يريدون زعزعة أمن إقليمهم، والتعاطي مع المستجدات بمكاشفات تتجلى بلقاءات يعقدها المسؤولون في رئاسة وحكومة الاقليم والأحزاب السياسية الكوردستانية مع المسؤولين في الحكومة والأحزاب السياسية العراقية، وممثلي الدول المؤثرة في القرار العراقي.
ولا يسألون: من خطا نحو الإنفصال عن الآخر؟ الكورد الذين عادوا الى بغداد طواعية، بعد تمتعهم بالحرية في إقليمهم، ومساهمتهم الفعالة في كتابة الدستور وبناء العراق الفيدرالي الديمقراطي، أم الذين قطعوا موازنة الاقليم ورواتب موظفيه ومتقاعديه وكل مستحقاته القانونية، وحاربوا أبناءه على كل الجبهات وتنصلوا من تنفيذ الدستور؟ وبسبق الإصرار والترصد يريدون تنفيذ أوامرهم دون نقاش ولا تفكير ولا تردد..
العاقل المتمعن في المشهد السياسي العراقي يتوصل بسهولة إلى قناعة لا تقبل الجدل وهي أن الدولة في العراق موجودة فقط في المؤتمرات والمحافل الدولية وحسب الدستور، بينما هي شكلية ومعطلة وهزيلة وفاقدة للسلطة بل ومشلولة على أرض الواقع، والأمر والنهي فيها بيد مجموعة من المتنفذين الذين يعبثون تبعا لأهوائهم أمام مرأى ومسمع الجميع بلا وجل أو خوف، وطبعا هؤلاء هم من غير الكورد.
المشكلات في العراق تكمن في الطروحات الخطيرة للذين يهيمنون على المقدرات ويعتنقون ثقافة الوهن والضياع ويفهمون الشراكة والمواطنة ومواد الدستور حسبما يشتهون، والذين يرفضون الثوابت وينسون الوقفات السياسية الحاسمة للجميع، وللكورد بالذات، فى وجه الدكتاتورية ودورهم المؤثر في إسقاطه، وتطلعاتهم من أجل حياة هانئة وهادئة وآمنة.
هؤلاء يخططون من أجل لف أذرعهم حول أعناق الكورد ليخنقوهم إلى الأبد، ويريدون قلب المعادلة السياسية العراقية بالتهديد والوعيد والقوة وتجيير كل المتغيرات لصالحهم، بعد أن أهدروا مئات المليارات من أموال الشعب، وحرموا أبناءه من أبسط الخدمات، ويخرقون كل يوم اللعبة الديمقراطية الهشة، ويتراجعون عن الوعود والتعهدات والاتفاقات، ويواصلون التصعيد والتحريض والتحشيد ضد الكورد، والضحك على ذقون الناس واستغفالهم، والتحايل عليهم بالعبارات والمصطلحات الرنانة، ويبذلون في الجانب الآخر كل جهودهم لتعظيم مكاسبهم السياسية والمالية والادارية وتعطيل كل الخطوات التي تهدف الى الإصلاح والتغيير نحو الاحسن، وهم السبب الرئيس للتوترات، وحتى دعواتهم الى الحق يريدون بها الباطل، وسيكونون أسباباً للذي قد يحدث بين ليلة وضحاها، وما لا تحمد عقباه، إن إستمروا في مهاجمة الكورد ورموزهم، لذلك الكورد يقولون : إما أن نكون شركاء حقيقيين، أو ....