• Monday, 23 December 2024
logo

(يوم خليقة الكون) عيد رأس السنة للديانة الإيزدية....نايف رشو الايسيانى

(يوم خليقة الكون) عيد رأس السنة للديانة الإيزدية....نايف رشو الايسيانى
في كل عام من يوم الأربعاء الأول من نيسان الشرقي، حيث يوجد في ميثولوجيا الإيزدية عن كيفية خلق الله للكون وذلك من إنفجار الدرة، وخلق النور وفصل بينه وبين الظلمة، وكان إذا أراد أمراً يقول ليكن كذا فيكون، فخلق بمشيئته وكلمته ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما، وأتم خلق الكون وما فيه خلال ستة أيام واليوم السابع يعتبر هو الأساس، حيث نزل الى لالش لان لالش هو خميرة الارض، وقال حقاً هذا هو البيت، وكيف إختار الله النبي نوح لكي ينذر البشرية من الطوفان الذي كان قادما إليها .
ويعتبر يوم الأربعاء الأول من نيسان الشرقي من أهم الاعياد قدماً وأهميةً، لقدسية هذا العيد والشهرالمبارك الغزير بهطول المطروالمصحوب بالبرق والرعد، وعلى إثرها تتفتح براعم النباتات بتشقق نتوءات الأرض وتخرج الكائنات الحية المختلفة من باطنها، لهذا السبب تسمى(عيدالخليقة)عند الديانة الإيزدية القديمة.
ولهذا العيد معاني كثيرة وتفسيرات عديدة فالبيض يعبر عن الحياة والأرض، وعند تلوينها بالألوان الزاهية الجميلة (كالاخضر،والاحمر، والاصفر، والازرق) والتي تمثل جميعها موسم الربيع، الذي تزهو فيه الارض بالزهور والاعشاب (كشقائق النعمان,والنرجس، والبيبون ،والاعشاب المختلفة)، وإن طبخ البيض يعني تجبير الأرض، لذلك يعود هذا العيد الى تكوين الخليقة وأهميته ويتم فيه مراسيم مفعمة بالفرح والسرور على الوجه التالي:

1- في يوم الأربعاء وقدسيته أي (يوم تكوين الخليقة) تخثرت الأرض ونزل الروح في قالب آدم عليه السلام وكانت زاوية لالش أول بقعة على الأرض، وقد أشرقت الشمس عليها ونزل (الملك زان، ملك الملائكة طاوس) ملكاً الى الارض، حيث تتجدد في هذا اليوم السنة، وتكسو الأرض بالألوان وتخضر كالجنة، وتنزل تعاليم الديانة بعزف الشبابة والدف والناى المقدس وذلك عندما تستقر الروح في قالب آدم.
2- إشعال النيران في وادي لالش المقدس، حيث يتم إشعال الفتائل والنار التي هي رمزالطهارة، والإبتهاج بنزول (طاوس ملك) ملك الملائكة، وطرد الارواح الشريرة ونزول الخير والبركة على الأرض.
3-البيض في الحالة الطبيعية يشكل الدرة و (كسر البيض) يرمز الى تحطم الدرة، وبدأ تكوين الخليقة وتكون النجوم والكواكب والارض والقمر والشمس، إن سلق البيض يرمز الى التخثر والتجبير والتجميد للأرض بواسطة خميرتها (لالش)، أما تلوين البيض فهي ترمز الى جمال الأرض والطبيعة التى تكسو بها الأرض في شهر نيسان.

4-أما الخبز الخاص (الصوك) واللبن فيتم توزيعه على البيوت والفقراء في القرية، فهي تدل على تبادل الثقة وتقوية العلاقات في إختلاط الزاد والخبز واللبن، وفي يوم العيد أيضا فإن ربات البيوت (الحلابات) تسمح للراعي، بإطلاق الخراف الصغيرة لتجتمع مع الأمهات حتى ترضع وتتمتع تلك الخراف بحليب امهاتها جيداً هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ولزيادة البركة والوفرة في الإنتاج الحيواني والحليب الكثير، يتم كسر عكازة الراعي ويتم وضعها على (الشيراك) حافظة الحليب مما يعني إنتهاء سنة، ويعطى عكازة جديدة على بدء سنة جديدة، وتتجدد فترة رعيه للأغنام، كما يأخذ الفلاح عددا من البيوض، ويذهب الى الحقل ويأكل البيض هناك مع رمي ونثر القشور في المزرعة أو الحقل لزيادة البركة.
5- يتم جلب ورود النيسان الأحمر وشقائق النعمان مع الكارى ويسمونها في ذلك اليوم (بيناف)، ففي المساء يذهب أولاد القرية الى الحقلول والمزارع ويجلبون الورود الطبيعة، وفي الصباح تقوم ربة الأسرة أو البيت بتعليقها على باب المنزل أي في مداخل الدور، وتثبتها بالعجينة التي تضع عليها قشور البيض الملون، التي هي علامة العيد والسنة الجديدة والاحتفال ب(سري سال) أي رأس السنة الجديدة.

6-إحتراما لنزول الملائكة المقدس ولتجديد ذكرى الاولياء والارواح الالهية، فإنه يحرم في هذا الشهر الزواج، لكون زواج الالهية ويتم فيه إخصاب الأرض، وإن نيسان هي العروس ولاتقبل عروس أخرى عليها.
7- الإمتناع عن حفر الارض غير الزراعية وحرثها، لأجل المحافظة على ما في باطن الارض والمخزون بالفسائل النباتية والحيوانات والديدان الزراعية ، وإذا ما تم حرثها فإنها ستموت وتذبل الفسائل.
8-تقام في معبد لالش مراسيم العيد بالتراتيل والصما (رقصة دينية) والأدعية من قبل رجال الدين، ويتم إشعال 365 من القناديل في باحة معبد لالش المقدس من قبل سدان المعبد، ويقوم الاهالي بزيارة مراقد الاولياء والصالحين ومقابر موتاهم، ويقدمون الاطعمة والحلويات والبيض والخبز المخصص (صه وك) لهذا العيد، ويوزعونها على الفقراء وعلى بعضهم البعض.
Top