عيد(سهر ساڵ) الایزیدی...فلسفة وعراقة تأريخ....جلال شيخ علي
وعيد (سهری ساڵ أو چارشهمباسور ) هي مناسبة دينية مقدسة لدى الايزديين والذي يصادف أول يوم اربعاء من شهر نيسان في كل عام/ نيسان الشرقي، حيث يرمز هذا العيد في ميثولوجيا الإيزدية عن كيفية خلق الله للكون أذ يعديدونها الى إنفجار الذرة بقدرة الله سبحانه تعالى خالقا بذلك النور وفاصلا بينه وبين الظلام ، فخلق بمشيئته وكلمته ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما...
هذا بحد ذاته يعبر عن فلسفة الديانة الايزدية التي تدعوا الى التوحيد وتقر بأن الله عز وجل هو خالق كل شيء خلال ستة أيام واليوم السابع يعتبر هو الأساس، حيث أنزل الحياة الى لالش وهي اقدس بقعة ارض لدى الايزيديين وتقع في جنوب كوردستان
لذلك يعتبرون منطقة لالش خميرة الارض بعد ان اشرقت عليها ضياء الشمس بقدرة الله سبحانه تعالى لاول مرة دون غيرها من بقاع الارض ونزل (الملك زان، ملك الملائكة طاوس) ملكاً الى الارض، حيث تتجدد في هذا اليوم من العام الحياة بكافة اشكاله ، وتكسو الأرض بالألوان وتخضر كالجنة ، ومن هذه الفلسفة جاءت فعالية تلوين البيض في هذه المناسبة والتي يراد منها الاشارة الى فصل الربيع، الذي تزهو فيه الارض بالزهور والاعشاب وتدب بها الحياة من جديد
كما ان هذه المناسبة اتخذها الايزيدي مناسبة لتحقيق العدل والمساوات فيما بينهم من خلال توزيع الخبز واللبن فيما بينهم لتقوية العلاقات الاسرية وتبادل الثقة فيما بينهم ولم يكتفي الايزيدي بالاهتمام بالانسان فحسب بل جعل من هذه المناسبة فرصة للاهتمام بالارض والطبيعة من خلال الإمتناع عن حفر الارض غير الزراعية وحرثها، لأجل عدم الحاق الأذى بالارض والكائنات الصغيرة التي تعيش تحته...
هنا تتلخص فلسفة عيد رأس السنة الايزدية في الاهتمام بالانسان البسيط والغني اضافة الى الاهتمام بالطبيعة بضمنها كافة الكائنات مهما كبر أو صغرتش حجمها وبالنتيجة نشر المحبة والسلام بين الناس .