الاســتفتاء فــي اقــليم كوردســتان بــين التعــجيل والتــريث ...جواد كاظم
واضاف رئيس اقليم كوردستان : إذا انتظر شعب كوردستان أن يأتي أحد آخر ليقدم له حق تقريرالمصير كمنحة فإن الاستقلال لن يتحقق أبدا، مشددا على أن هذا الحق موجود ولابد أن يطالب به شعب كوردستان وأن يضعه حيز التنفيذ.
في هذا المقال المتواضع اسعى لقراءة مابين سطورالفقرات الثلاث المهمة التي وردت في الحديث لتتضح الصورة للمتلقي الكريم.
-1 اجراء الاستفتاء في اقليم كوردستان :
أن الاستفتاء بحد ذاته حق مشروع وطبيعي لكل شعوب المعمورة من اجل اتخاذ قرار او حسم امر يخص مستقبله او سيادته ويحقق مصالحه قبل ان يكون موضوعا سياسيا خاصا بحزب او جهة سياسية معينة، فالشعب الكوردي لديه جميع مقومات تشكيل الدولة الكوردية من الارض واللغة والثقافة والحضارة والتكوينة الاجتماعية والقدرات الاقتصادية والتاريخ العريق ولذلك من حقه ان يجري استفتاء لمعرفة مدى تفاعل الجماهير مع ما يتعلق بمصيره.
-2 الأستفتاء لا يعني الأنفصال
في الفقرة الثانية من حديثه اشار رئيس اقليم كوردستان الى نقطة مهمة وجوهرية وحساسة في نفس الوقت عندما اكد ان الوقت قد حان لأتخاذ الشعب الكوردي قراره من خلال الاستفتاء مع تذكيره أن الاستفتاء لايعني بالضرورة الانفصال وتشكيل دولة مستقلة.
من تلك الفقرة من الحديث يفهم، ان حديثه ليس موجها للشعب الكوردي لوحده فحسب، بل للحكومة العراقية والدول المحيطة المعنية بالشأن الكوردي بشكل او بآخر، وبعبارة اخرى يلمح ان الاستفتاء ينبغي ان يجرى باسرع وقت ممكن وعدم اضاعة الفرصة والتسريع في تهيئة الارضية اللازمة واعداد مقدمات عملية الاستفتاء التي تحتاج الى التباحث والتشاور مع القوى الكوردستانية الاخرى والحكومة الاتحادية والدول الاقليمية فضلا عن الدول الكبرى التي لها نفوذ في المنطقة، كما قلل بارزاني من هواجس وقلق من هم قلقون من اجراء الاستفتاء وقال(الاستفتاء لايعني بالضرورة الانفصال وتشكيل الدولة الكوردية ).
نعم بالتاكيد الاستفتاء لايعني الانفصال، بل الاستفتاء بمعنى اخذ رأي الشعب ومشاركة الجماهير في اتخاذ القرار الصائب بشأن مستقبله وربما لا يُصَوت للانفصال والاستقلال كما حدث في ايرلندا الشمالية قبل اشهر عندما صوتت غالبية الشعب للبقاء ضمن المملكة المتحدة لأسباب تتعلق بمصالحها.
