في ظل الأوضاع العصيبة -الراهِنة- التي يُعانيها أقليم كوردستان. تتشتت الآراء وتتباين وِجهاتُ النظر من جهة إلى أخرى فهُناك الباحثُ عن إيجاد حلول مُناسبة للخروج من بوتقة الأزمة. كما أن هناك من يحاول أن يزيد الطين بلةً بتوجيه أصابع الأتهام الى حكومة الإقليم والتضييق عليها من أجل تحقيق مبتغيات سياسية طامِحةٍ الى الوصول لكرسي السُلطة والحُكم لا أكثر. وبين هذا وذاك تظهر حكمة مواطني الأقليم بِكافة شرائحهِ وأطيافهِ، المتفهمة والواعية إلى اللُعبة السياسية القذرة التي تلعبُها بعض الجهات خارج الأقليم كما في داخله. ولكن هيهات هيهات. فشعبُ الأقليم الذي عانى لسنواتٍ طِوال من ظلمٍ واستبدادٍ جسيمٍ من الأنظمة والحكومات المُتعاقبة التي حكمت العراق والذي كان فيها الشعب الكوردي يأكل الخبز الحافي ويُعاني من ويلات الأسلحة الكيميائية المُحرمة دولياً والتهجير والتعريب، ذلك عينُ الشعبِ الذي ظل صامداًً أبياً حتى أصبح صاحب قوة ونفوذ في المنطقة وتجاوز ذلك إلى كونه قوة مهمة على الصعيد العالمي أيضاً تدافع عن الحرية والديمقراطية باسم العالم المُتمدن الحُر ضد أخطر منظمة أرهابية شاهدها العصر بل لم يمر في تاريخ البشرية شبيهاً لها والمسمى "بالدولة الأسلامية" والتي لاتمت للدِّين الاسلامي الحنيف قيد أنمُلة. فكيف لا يتغلب هذا الأقليم الذي أثبت وجودهُ بالدم على سياسة بغداد والمؤيدة من قبل بعض الأطراف السياسية داخل الأقليم من -وراء الكواليس-والتي لاتروم إلا إلى التجويع وزعزعة الأستقرار بين شعب كوردستان وحكومتها، مُتناسين ما أختبرهُ الأقليم من هكذا ظروف بل أقسى منها وأمرّ بشهادة التاريخ، وظل فيها صامِتاً رُغم قساوتها طامِحاً إلى إنتزاع حقوقهِ المشروعة من أكبر طاغية عرفهُ الشرقُ الأوسطُ بِرُمتِهِ.
البيشمركة البواسل أسطورة العصر الحديث ببندقية كلاشنكوف وإيمانٍ مَحض بقضيته العادلة المشروعة يدافع بكل جوارحهِ عن أرض الأقليم ولن يتنازل عن شبرٍ وأحدٍ من أرضه. وحكومة أقليم كوردستان بدأت بجملة من الأصلاحات الاقتصادية والإدارية ومازالت مستمرة في مساعيها النبيلة بُغية تحجيم الأزمة والعبور إلى بر الأمان.
ان هذه الأزمة التي يمر فيها أقليم كوردستان لم تكُن إلا بعد إعلان حكومة ألأقليم عن تعبيرها الصريح المُعلن إلى الطموح نحو الأستقلال الأقتصادي عن حكومة بغداد وفهمته الأخيرة بأنه بوادر شبح الدولة الكوردية التي تقض مضجعها ومضجع كُل رجعيٍ لا يؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها. يُقلقهُم هذا الشبح وهم في عِقر دارهم ويُراودهم حتى في أحلامهم. لِذا يَجِبُ أن يَستَبشيروا بأن هذِهِ الأزمة لن تكون سوى وعكة قصيرةُ الأمد ستجعل من الأقليم أقوى مما كان عليه سابقاً على الصعيدين الداخلي والخارجي، فالضربة التي لا تُميت تُقَوي.