المعارضة السورية وسط حقل الألغام....شفان ابراهيم
ووفق المعادلة هذه فإن سؤال الشارع السوري يتبلور حول ما يمكن أن تفعله المعارضة السورية تجاه أي توافق دولي بعيد عن مشاورة أو توجهات المعارضة، هذا إن أقتصر الحضور على ممثلي الهيئة العليا للمعارضة السورية، وماذا لو تم حضور المعارضة بأكثر من وفد، وعدم أتفاق الحضور على ورقة عمل واحدة، وعدم اتفاقهم على رؤية مشتركة للحل السياسي في سوريا، فهل تملك الهيئة العليا أوراق الضغط على النظام السوري، أو التحالف الدولي لفرض قراراته؟.
الأمريكان لا يدعمون حلفاءهم إلا ما ندر، بل أن سياستهم تشبه لحد بعيد سياسة النأي بالنفس وإن بصور مختلفة، على العكس من الموقف الروسي المتماهي مع النظام السوري لدرجة التطابق في الأهداف والتوجهات، وخاصة من جهة معارضة مشاركة شخصيات وجهات معينة في التفاوض ضمن وفد المعارضة، لكن المشكلة أن الجانب الأمريكي يبدو أنه يتماهى مع الموقف الروسي في الموافقة على الاستبدال أو تغيير بعض شخصيات الوفد المفاوض للمعارضة، فهل بات من الممكن توافق الروس والأمريكان مع النظام على تحديد الجهات الموسومة بالإرهاب بغض النظر عن تاريخها أو صحة الوصف من عدمه؟! لكن وإن تقاطع الموقف الأمريكي مع الموقف الروسي والنظام، إلا أنه يتعارض بشكل كلي وقاطع مع الموقف التركي بخصوص تصنيف الإرهابيين، خاصة وبشكل أساسي مشاركة حزب الإتحاد الديمقراطي في المفاوضات، فالجناح العسكري لهذه الأخيرة تحارب داعش بوجهة نظر أمريكية روسية، وهي مصنفة ضمن قوائم الإرهاب وفق وجهة نظر تركية، حتى جو بايدن لم يستطع إقناع الحليف الاستراتيجي لأمريكا بالموافقة على مشاركة صالح مسلم حتى هذه اللحظة. وهو ما سيسعى النظام لاستغلاله خير استغلال، فالمواقف تتضارب في تحديد الجهات الإرهابية، وهو ما قد يخلق تباعد بين الدول الداعية لإسقاط النظام السوري، وتقوية النفوذ الإيراني الروسي في المنطقة، واختصار سمة الإرهاب على الفصائل العسكرية المعارضة للنظام السوري فقط.
من المرجح أن يكون كلام "جو بايدن" الرامي إلى التدخل العسكري في سوريا في حال فشل التفاوض والحل السياسي، متقاطع مع ما صرحه الرئيس بارزاني في لقائه مع صحيفة الغارديان البريطانية حول انتهاء صلاحية اتفاقية سايكس بيكو وضرورة البحث عن إيجاد اتفاقية بديلة وإعادة ترسيم المنطقة من جديد.
من بين أبرز المشاكل التي تعانيها أطراف المعارضة السورية المتمثلة بالهيئة العليا،هي الوضعية السياسية الكوردية سواء على الصعيد الداخلي الكوردي – الكوردي، أو على الصعيد الكوردي – السوري، فجميع من حضر مؤتمر الرياض أتفق على عدم السماح لصالح مسلم بالمشاركة في جنيف3، وهو ما يضع المجلس الكوردي في مأزق أمام خصمه خاصة بعد حملة التواقيع التي دعى إليها المجلس، واتهام الـ( ب ي د) للمجلس باستغلالها بالضد من وجودهم في المفاوضات، خاصة وأن مزاج الشارع الكوردي يتوجه نحو وجود وفد كوردي موحد شريطة الاتفاق على مطلب موحد وبورقة سياسية واحدة على أن لا تقل عن الفدرالية.