• Sunday, 22 December 2024
logo

فض الشراكة .....صبحيي ساليي

فض الشراكة  .....صبحيي ساليي
المطالبة بالحقوق المشروعة ومبدأ حق تقرير المصير للكورد، وحل الإشكاليات بين الإقليم وبغداد وتطبيق المادة 140 من الدستور عن طريق التطبيع وإجراء الإحصاء السكاني والاستفتاء في كركوك وبقية المناطق المستقطعة من كوردستان والدعوة الى البدء بمشروع بناء الدولة المدنية الديمقراطية الفيدرالية أو الكونفدرالية، أدى الى (هستيريا) وفقدان البصيرة عند بعض السياسيين، وخاصة الذين يكيلون بمكاييل متعددة ومن المشبعين بالفكر الشوفيني المتطرف، ولجوئهم الى التصعيد والتأجيج والتمويه والتشويش والكذب والتلفيق لخلق مشكلات جديدة وتأزيم الاوضاع وخلق حالة من الشك، والترويج لخلق الفتنة والفرقة بحجة رفض التقسيم وحماية وحدة العراق.
تلك الحالات حتمت على العقلاء أن يدركوا أن المتهسترين لهم أهداف شريرة، وأن لغة التهديد ولى زمانها، ولغة الحوار والتفاهم هي الطريق السليم لحل أي مشكلة مهما كانت صعبة، وفرضت عليهم أن لا يسكتوا تجاه إتهامات وأفعال وأقوال هؤلاء الجهلة، ويفعلوا ما بوسعهم لمنع توسع الهوة والفجوة بينهم وبين الكوردستانيين، بل ليعززوا العلاقات (التي كانت تسمى في وقت ما بالتحالف الشيعي الكوردي) بطريقة أو بأخرى، ويواجهوا تلك الظاهرة الكارثية، وأن لا يختاروا الحياد والسكوت، لكي لا يعتقد المالكيون وغيرهم أن الساكتين وجمهورهم يشاطرونهم الافكار والتوجهات أو يؤيدونهم ويناصرونهم في معاداة الكورد. والسؤال هنا: هل فَعَلَ العُقلاء ما تحتّم عليهم؟ الجواب، مع الأسف كلا. والدليل هو استمرار الحملة الشرسة الموجهة ضد الكورد، والتي لاتختلف عن الحملات السابقة التي تعرّضنا لها من قبل المالكي والقريبين منه والذين بذلوا جهودا كبيرة في مجال معاداتنا، وغامروا بتشجيع الحاقدين علينا من خلال تصريحاتهم النارية، وكلا، لأنه بسبب تلك التصرفات انتشر الحقد واقتنع عدد متزايد من الناس بفكرة أن الاغلبية يجب أن تحل محل التوافقية، وأفكار وتوجهات المختار محل القانون، وساهم كثير من السياسيين والعاملين في الاعلام الأصفر من خلال كتابة المقالات التحريضية المليئة بكل شيء عدا الحقيقة وفبركة الاخبار والتقارير والملفات وكيل الاتهامات بهدف حسم الخلافات ودحض وجهات النظر المختلفة، كما دعوا الى تبرير استخدام كل الوسائل الأمنية والمخابراتية والاقتصادية وحتى العنف والعسكرة ضد الشركاء، ساهموا في تعضيد خطاب الإهمال والتهميش الذي إنتشر بسرعة البرق في الساحة السياسية واروقة البرلمان العراقي، وتم التعاطي مع تلك الجهود وفق ما كان يشتهي المالكيون والشوفينيون والبعثيون ولاموا الكورد وحمّلوهم مسؤولية كل الازمات والمشكلات. وكلا، لأننا مازلنا نسمع أن العوائل الكوردية التي تسكن في بغداد منذ عقود بل قرون، عرضة للتهديد بالتهجير والقتل.
تلك الممارسات المقرفة مهدت الطريق أمام البعض لتحويل قناعاتهم المسبقة المضطربة إلى نيات خطرة، شوهت صورة الشراكة وجعلتها صعبة وربما مستحيلة ..
في المقابل، لايمكن إنكار أن المجتمع الكوردستاني، سياسيين وإعلاميين، بذلوا مجهودات كبيرة في مجال تقديم الأدلة والبراهين التي تبرئهم من الإتهامات والطعون، إلا أن عدم إستعداد الطرف المقابل لسماعها، والمال السياسي الحرام والتعيينات الفضائية وقطع الأراضي السكنية والعطايا والهدايا المالكية، مع الأسف، كانت الأقوى وأعطت المصداقية للأفكار التي لا صحة لها وأدت إلى نتائج سلبية.
ما يفعله المعادون للكورد (من البعثيين السابقين والشوفينيين والمالكيين والدواعش) ليس جديدا بالقطع لأسباب كثيرة ومتعددة، ولكنه، فقط، متلون بلون جديد، ويتحدى بشكل لايتناسب كل الذي كان يجول في الخيال والآفاق، ويفتح باب النقاش على مصراعيه أمام التفكير في جدوى الشراكة في وطن يؤدي فيه الخلاف والتباين الى الافتراق ومصادرة الحقوق الدستورية والقانونية، في وطن لاتحترم فيه إرادة مكوناته وإتحادهم الإختياري، كما يدعو الى ضرورة فض الشراكة بين الكورد والآخرين..
Top