إذا كنا لا نستطيع العيش معا,,,,سربست بامرني
سيقول الشيعة ان السنة والكورد مسؤولون!
وسيقول السنة ان الشيعة والكورد مسؤولون!
وسيقول الكورد ان السنة والشيعة مسؤولون!
والحقيقة لا المواطن الاعتيادي الشيعي والسني والكوردي مسؤول عما يحدث وانما هم جميعا وقود هذه الحرب الطائفية الطاحنة المجنونة التي خلفها تأريخ أربعة عشر قرنا من الصراع الديني والذي تم استغلاله من قبل القوى الإقليمية والدولية كلا حسب مصالحه، خاصة مع الموت السريري لاتفاقية سايكس بيكو وفي المحصلة النهائية يصل المواطن الذي لا حول له ولا قوة الى حقيقة انه لم يعد من الممكن العيش معا وهو ما أشار اليه السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان في مقابلته الأخيرة مع الغارديان البريطانية.
اكثر من عقد من الزمن والحكومات المتعاقبة التي ليس فيها من العراقية شيء غير الاسم (عدا حكومة الدكتور اياد علاوي) تستغل الدين والطائفة والمحاصصة والاتفاقات غير الشرعية والاستقواء بهذا الطرف الإقليمي او ذاك الطرف الدولي لتمعن في ممارسة سياسة تمزيق وتفتيت مقومات الوحدة الوطنية وترسيخ أسس رفض كل مكون لباقي المكونات ولا تقدم على أي خطوة من شأنها توفير المقدمات الضرورية للمصالحة الوطنية ولا معالجات جذرية للفساد المستشري ولا اهتمام باستقلالية القضاء ولا حل للمشاكل مع إقليم كوردستان رغم دوره البارز في حماية الوحدة الوطنية والتصدي الفعال لعصابات داعش الاجرامية وتحرير مناطق واسعة من تحت سيطرتها.
حقا إذا لم يكن في امكاننا ان نعيش معا، اليس من الأفضل التقسيم الودي والاتفاق على المناطق المتنازع عليها بالرجوع الى الوثائق التاريخية والخرائط الدولية والهيئات ذات الاختصاص في الأمم المتحدة والمؤسسات القانونية المهتمة بمثل هكذا خلافات؟.
ان استمرار الوضع الحالي مع تفاقم حدة الازمة المالية والاقتصادية، والفشل المستمر للحكومة الاتحادية في التصدي لمعالجة المشاكل المتراكمة وفي مقدمتها التصعيد الخطير في دور المليشيات المسلحة والانفلات الأمني غير المسبوق والتصفيات الطائفية والعنصرية والقتل على الهوية وحتى اختطاف الأجانب والسواح مع استمرار الفساد والمحسوبية والمنسوبية وانعدام دور العدالة المستقلة النزيهة ينذر بمخاطر حقيقية مدمرة كالحرب الاهلية والاقتتال الداخلي وانهيار الاقتصاد والالاف المؤلفة من الضحايا وانهار من الدماء البريئة التي ستقحم رغما عنها في اتون الحرب العبثية القادمة والتي ستكرس ولعقود طويلة القطيعة والعداء التاريخي المستمر.
لقد اثبتت تجربة العقد الماضي بكل تفاصيلها وحيثياتها بانه من غير الممكن ان لم يكن مستحيلا سيطرة لون واحد على مقاليد الأمور في بلد يتميز بتنوع الأديان والطوائف والتكوينات القومية كالعراق، لذا فان العيش معا مع استمرار هذا الهوس المجنون بإلغاء الاخرين لم يعد ممكنا وان الحل الوحيد المنطقي والواقعي والمؤدي الى تقليل وتحجيم الاضرار المادية والخسائر البشرية يكمن في الاتفاق على التقسيم الودي قبل ان يجد الجميع أنفسهم منغمسين في حمامات الدم.