الخطة (باء) كوردستانيا....صبحي ساليي
بعد أن ثبت لدى الجميع أن كوردستان، رغم حربها مع داعش، وقطع موازنتها السنوية من قبل الحكومة الاتحادية والمشكلات الداخلية، ورغم قسوة البعض وتحاملهم غير المبرر، مازالت تضرب مثلا رائعا بالتطور في غالبية المجالات، بما في ذلك العدالة الاجتماعية والحماية الحقيقية لحقوق الانسان، حماية تستند إلى أرفع القيم الإنسانية، وحققت بالذات تطورا لافتا في مجال حماية وإيواء مئات الالاف من النازحين، وتبنت نهجا عقلانياً حكيماً في تعاملها مع جميع الملفات المهمة، لذلك فشلت محاولات الإلغاء السياسي، رغم الجهود التي بذلت بهذا الاتجاه، وتم التأكد من عدم إمكانية قيادة البلد عن طريق إلغاء الآخر. لابد من البحث عن الثمرة التى نجنيها بعد هذا الموسم الحافل بالنشاط السياسى الذى عرض ونوقش فيه أمورا، أقل ما يقال عنها، كانت من أجل خلق مشكلات جديدة، وتجاهل فيه مشكلاتنا القديمة ومعضلات ومآس وكوارث تستدعي التحكم فيها الى العقل والمنطق، واليوم وبعد أن بات الجميع يدرك أنه حان الوقت للأحزاب أن تستعد لخوض لقاءات ومشاورات جديدة لتطرح مقترحاتها وارائها من أجل الخروج من الأزمات، والازمات كما نعلم، تحتاج الى مواجهات فعالة، واختيار أخطرها، لتكون في البداية، يكون وفقاً لطبيعة الأزمة والظروف الموضوعية المحيطة بها والخيارات الممكنة والإمكانيات المتوافرة والمتوافقة مع غزارة المضمون المصيري والعاطفي والمدلولات السياسية والمعنوية، والتحديد الدقيق لمسارها، لابد من البحث عن (الخطة باء) كوردستانيأ، وهي الخط البديل، أي خط التوافق والاتفاق على القواسم المشتركة، وطبعاً، النجاح في هذا الشأن الحيوي يستند على إحتوائه لمشروع استراتيجي بين الأقطاب الكوردستانية الأساسية، وهذا المشروع يكتسب مصداقيته ومتانته من الوعي المشترك لقيادات الأحزاب والجماهير الكوردستانية المؤمنة بعدالة قضايانا المشروعة، والمتيقنة لحقيقة أن كل العلاقات السلبية بين الكوردستانيين ومهما كان محملا بغبار أو أتربة، صارت بحاجة إلى تغيير حقيقي في المفاهيم والمضامين والآليات، والتغيير (يعني) تجاوز مرحلة الشعارات واللافتات، والذهاب بجدية وحسابات دقيقة وصحيحة الى استقراء الظروف بحكمة وبمزيد من القوة والمنعة لتحدي الصعاب، وتجاوز المرحلة المقبلة التي يصفها غالبية المراقبين بالمهمة والحساسة..