مشكلة عمرها مائة عام...جلال شيخ علي
نعم هكذا وبكل بساطة نجد أنه بمرور الوقت بل بمرور كل لحظة زمنية فأن مشاكل العراق تزداد وتتفاقم دون ان يجد المتخاصمون اي حل مناسب لهذه المشاكل هذا في الوقت الذي كان ينبغي ان يتكفل الزمن بحلها أو أن يمل المتخاصمون من المشاكل ويجنحوا للسلم...
ولكن يبدوا انه في العراق فالأمر مختلف تماما أذ نجد كلما مر الوقت فأن المشاكل تزداد عمقا وتكبر حجمها ويظهر نقاط خلاف جديدة تضاف لما كان موجودا...
والسبب في ذلك هي وجود نقاط اختلاف جوهرية مابين المتخاصمين من ابرزها وجود اختلاف عقائدي وفكري وثقافي ما بين الأطراف المتصارعة ، اذ نجد هناك المتسامح الكريم الذي يغفر للمعتدي كل ذنوبه وجرائمه السابقة والتي سبق وأن أرتكبها ضده، وفي المقابل نجد المعتدي الذي يستمر في عنجهيته وجبروته ويصر على اعتبار الآخرين مهما كان جنسهم أو عرقهم تابعين أذلاء له وكأنما الله قد سخر الآخرين لخدمته بل أن المجرم يعتبر مغفرة أو عفوَ المعتدى عليه له أمرا مسلما به ويجب ان يكون هكذا!!!
شتان ما بين الأطراف المتصارعة في العراق اذ كيف يمكن لمن يحاول أن يبني دولة مدنية متحضرة و اللحاق بركب الحضارة العالمية أن يعيش مع نقيضه الذي يحاول ان يعيد امجاد الماضي السحيق وأن يجر الآخرين معه والتوجه نحو اعادة ثقافة الغزو و السبي ويستغل الدين لتحقيق أهدافه القومية... كيف يمكن ان يعيش الحق مع الباطل الذي يغلف كل حججه الباطلة بالدين؟؟؟
الوقت يمضي والمشاكل تزداد ، من يعلم ماذا ينتظرنا وينتظر المنطقة برمته غدا فربما ستتسع المشاكل اكثر واكثر...وليس امامنا سوى الأنفصال واعلان دولتنا ، أذ خيرٌ لنا جميعا ان نكون جيرانا متحابين أو في أسوأ الأحوال أن نكون جيرانا متخاصمين من أن نعيش كأخوة متقاتلين في بيت واحد.