جدلية العلاقة بين القضية الكوردية والإعلام العربي....شفان ابراهيم
لماذا تغيرت النظرة.
إذا اعتمدنا إقليم كوردستان العراق كجهة يُمكن التطبيق العملي عليها من جهة العلاقة بينها وبين الإعلام العربي، أي بين الانغلاق والانفتاح، سنجد أن من بين أبرز القضايا والمشاهد التي هزت الكيان الدولي الإنساني والقانوني كانت مجازر حلجبة والأنفال، وهي المجازر التي لم تُعرض بشكل رسمي واهتمام عالمي إلا بداية حقبة التسعينيات، أي بعد المجازر المروعة بعدة سنين تختلف بحسب تاريخ اقتراف النظام العراقي الأسبق للجينوسايد ضد الكورد. لكن ما أن بدأ النظام العالمي الجديد بالانتقال من حالة الترويج إلى حالة التطبيق وسيطرة النظام الديمقراطي الليبرالي عوضاً عن النظام الشيوعي، بدأت معها حالة الانفتاح الإعلامي على الوسط الكوردي وإن بتأن وبطءٍ شديدين. ريثما يتم الاستفادة من الأطراف المعادية للكورد إلى أقصى الدرجات.
فضائيات كوردية بدائية
أضحى للكورد اليوم أكثر من (22) فضائية كوردية، تمتاز غالبيتها بعدم اهتمام الشارع الكوردي بها، بسبب عدم مخاطبة تلك القنوات لأي اهتمام أو رغبات الشارع الكوردي. فلو استثنينا عدد قليل جداً من تلك الفضائيات، فإن البقية غير معروفة حتى في أسمها، وهو ما يخلق حالة تناقض غريبة في الشارع الكوردي ، إذ في الوقت الذي يجهل غالبية الشارع الكوردي لأسماء المحطات الكوردية، فإنه يتوجه باللوم على الإعلام العربي. يقيناً أي محطة إعلامية تتبع سياسة خاصة بها، وعلينا ككود عدم نسيان أن الإعلام العربي هو الأخر يحمل في طياته فكر وشعور قومي عربي، لا يقل عن الشعور القومي الكوردي لدى الشعب الكوردي، فالأجدر بنا ككورد الالتفات إلى النقص في الإعلام الكوردي بدلاً من السباب أو التشهير بقنوات لا تهتم بالقضية الكوردية، أو على أقل تقدير لا تقدم المادة الإعلامية كما يرغبها الكوردي. وفي السؤال عن عدد الفضائيات الكوردية، لابد من الاستفسار عن سبب غياب الإعلام الكوردي باللغة العربية، وهو ما يعني غياب الخطاب الموجه للشارع العربي، وبغض النظر عن مألات الثورة السورية وانعكاسات مشروع الشرق الأوسط الكبير على المنطقة وخاصة سوريا والعراق، فإن الوضعية الكوردية الراهنة والمستقبلية ستكون بجوار العرب وتحديداً السنة، لذا بات لزاماً ضرورة الانتقال من حالة نقد الأعلام العربي، إلى حالة حجز مكان للأعلام الكوردي ضمن الأعلام الراقي بلغاته المتعددة.