• Sunday, 22 December 2024
logo

الرئيس مسعود بارزاني يعني ما يقول....احمد اوسو قطب

الرئيس مسعود بارزاني يعني ما يقول....احمد اوسو قطب
أؤمن بقوّة أنّ الرئيس مسعود بارزاني يعني ما يقوله، وعندما يقول سيعلن استقلال كوردستان فإنّه سيعلن ذلك شاء من شاء وأبى من أبى، ولكنّ بعض الظروف التي استجدت أخرت هذا الاعلان كما أعتقد والقاصي والداني يعلم أنّ أموراً كثيرة حصلت على الساحة الدولية والاقليمية وخاصة ظهور داعش وهجومه على كوردستان، ولا يخفى على أحد أنّ قيادات البعث العفلقي أصبحوا الآن قيادات في داعش والبعث كان دوماً يقف ضد التطلعات القومية للكورد، لذلك أتى هذه المرة بلباس اسلامي متطرف.
الحلم سيغدو حقيقة، إنّه حلم استقلال كوردستان مع أنّ الكورد هم القومية الأكثر عدداً في العالم ليس لهم دولة قوميّة وهم يستحقون هذا الأمر منذ عقود من الزمن إن لم نقل منذ قرون.
الأب الروحي للكورد في التاريخ المعاصر الملا مصطفى بارزاني والد الرئيس مسعود بارزاني ناضل طوال حياته من أجل الحكم الذاتي الحقيقي لاقليم كوردستان وإن كان هدفه الأسمى هو استقلال كوردستان، لكنّه توفي ولم يجد حلمه يتحقق أمام عينيه وإن كان مؤمناً و واثقاً من انتصار قضية شعبه عاجلاً أم آجلاً، أكمل المسيرة من بعده ولده ادريس لكنّ القدر اختطفه قبل أوانه ليكمل مسيرة والده وأخيه الرئيس مسعود بارزاني والذي انتهج سياسة هادئة، متزنة عرف بشجاعته من غير تهور وبصدقه و وفائه وحبّه الذي لا ينضب للكورد والكوردايتي.
أضحى الرئيس مسعود بارزاني لاعباً أساسياً في المنطقة، وأصبحت هولير العاصمة الأولى في الشرق الأوسط من حيث زيارة المسؤولين الغربيين، وخريطة سايكس – بيكو التي رسمتها بريطانيا وفرنسا أصبحت منتهية الصلاحية، ولا بدّ من تغييرها، والدول الغربية لا تفعل كل ذلك من أجل سواد عيون الكورد وإنّما من أجل مصالحها في المنطقة وطالما هذه المصالح تتقاطع مع مصالح الكورد فلا ضير من ذلك، وهذه المصالح ليست على حساب المصلحة الكوردية العليا وإنّما في صالحها.
قبل سنوات قليلة خلت كان المحللون السياسيون يغمزون من قناة تركيا وايران بأنّها أي كوردستان ستزول من الوجود تحت أقدام الفيلة ولا يعيرون اهتماماً للاقليم الناشئ والمنبعث من تحت رماد الحرب العراقية – الايرانية وقصف مدينة حلبجة بالكيماوي والهجرة المليونية، فالكورد أصحاب عزيمة لا تلين وهم كطائر الفينيق يبعثون إلى الحياة من جديد دوماً.
أمّا الآن فرئيس الاقليم مسعود بارزاني يُستقبل في قصر جنكايا استقبال الرؤساء والدول الاقليمية يتزلفون للتقرب من قادة الاقليم وكل ذلك لم يأت من فراغ وإنّما من السياسة التي انتهجها الرئيس مسعود بارزاني.
استقلال كوردستان حلم كل كوردي أينما كان وهذا الحلم سيتحقق قريباً كما أعتقد، أيّ في العام المقبل 2016 ومن حسن حظنا أنّنا سنكون شهوداً على هذا الاعلان باعتبارنا نعيش في الاقليم وستكون فرحة عارمة لا يمكن أن تنسى .
الظروف الدولية والاقليمية مهيأة اليوم أكثر من أي وقت مضى لقيام دولة كوردية والكورد دوماً كانوا يفتقدون القائد الناجح ولأول مرة في التاريخ الكوردي يمتلكون الظروف المهيأة و القيادة الناجحة للرئيس بارزاني.
ما أتنبأ به لا يأتي من فراغ وإنّما هناك دلائل تشير إلى ذلك كتحرير معظم أراضي الاقليم التي كانت خارج سيطرته فيما مضى، والدعم الدولي اللامتناهي له والأسلحة الثقيلة التي يمتلكه وتصريحات بعض القادة الغربيين حول استقلال كوردستان واعترافهم به والجولات المكوكية للرئيس مسعود بارزاني إلى أميركا ودول أوربية وكذلك إلى دول عربية واقليمية مؤثرة في الساحة الدولية.
وإذا ما أعلن الرئيس مسعود بارزاني، كوردستان حرّة مستقلة، فإنه سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه باعتباره القائد الذي حقق تطلّع الأمة الكوردية المنشود.


*مدير مركز روشن بدرخان الثقافي في مخيم كويلان - دهوك
Top