نحن والمنطقة....فاضل ميراني
قد لايكون العراق دخل حربا مسلحة مع تركيا، ولكن الأكيد ان حرب ثماني سنوات بين الجمهورية الإسلامية والعراق لم تكن لتذهب دون اثار مترتبة تجعل حتى الدول التي لم تدخل معه حربا تريده ان يبقى ضعيفا وهذه ايضا رغبة تشعر الكورد بالالم كونهم مواطنين اصلاء مهما تعمدت حكومات السابق صهرهم ضمن مشاريع خاسرة يجري الأن حصاد ثمرها السياسي المر وربما حاول البعض من مكونات الحكومات في العهد الجديد التحكم في هوية الكرد الوطنية كعراقيين .
ان طموحنا الوطني والقومي لايمكن ان تصوغه لنا الا تجاربنا ورؤيتنا لما نريده للعراق من ان يكون ركيزة جغرافية لديمقراطية المنطقة غاية في الحساسية وغاية في التحسس من صراع يراد له ان يحمل هوية التضارب الطائفي والقومي وحروب على الارض ما كان لها ان تستباح وهي ارض العراق .
للكورد في الملفين تجارب سياسية وعسكرية صقلتها سنوات من الاحتكاك الذي واكب نهايات الحكم القاجاري الشاهنشاهي وتفجر الثورة الإيرانية وذلك بحكم ان الديمقراطي الكوردستاني وهو الحزب الذي وقف بعزم ضد مشاريع إلغاء القومية الكردية او صهرها قد اضطر لحمل السلاح بوجه اعتى هجمة شرسة ضد شعوب العراق وتياراته السياسية فكان نصيبنا من قتله هو الاكبر والافدح ولكننا لم نفكر في الانسلاخ ولا المساومة على حقيقة انتمائنا الوطني للعراق كما اننا نفهم جيدا طبيعة العلاقة بين أنصار اي قومية بمشاريع داخلية وخارجية ترسم للدول المجاورة لنا حدودا تؤمن مصالحها حتى وان كانت على حساب بلداننا وسيادتها وشعوبنا وكرامتها .
للعراق نقاط ارتكاز قوية يجب ان تتغلب فيها دبلوماسية بعيدة المدى تنظر بعينين ثاقبتين ممتلئتين خبرة لمعنى مقدمات الصراع وبالتالي نتائجه المتوقعة وبعكسه قد تسعى دوائر سياسية معروفة لتكييف الموقف العراقي بشكل يتأخر عن خريطة السلامة والاستقرار لاسيما ان الحرب السورية قد افرزت مواقف على الارض روسية الارادة وايرانية الجهد فيما ترى تركيا ان ذلك لايصح ان يمر قبل ان يكون لها رأي وموقف يتناسبان مع مبدأ التدخل الذي يتسلح به القوي المتفهم لعناصر قوته دون ان يحسب اي من الطرفين حسابا للعراق وسلامة مكوناته ومصالحه العامة والخاصة.
ان السياسة الكوردية العراقية نصحت بحكم تجربتها بتغليب دور يمكنها ان تلعبه وتمليه عليها مسؤوليتها التاريخية ضمن المواطنة التي سعينا بجهدنا كله لتغليبها على الفئوية المتنافرة بين قوميات ومذاهب تتبرع بمقدرات العراق لمن حوله من الاقوياء معولة على عقائد نحترمها لكننا لسنا ملزمين بتطبيقها لانها ببساطة ستدفع بمزيد من امننا و ودمائنا وارضنا الى الزوال . ان التلاقي الوطني، واقصد منه الملتقى الذي يجب ان يجمع القيادات السياسية العراقية بامكانه ان يسعى لتكليف السياسة الكوردية ودبلوماسيتها لبذل جهدها في التحرك صوب عاصمتين قويتي القرار متنافرتي الهدف، بحيث يجري تنسيق بين بغداد واربيل اساسه الدمج بين موقفين حكيمين لحفظ العراق من التدخلات العسكرية والسياسية والتي ماكانت لتحدث لو اننا تأملنا مناطق القوة فينا بدل ان نحير فقط بعلاج ازمات دون ادارتها.
ان تجربة الماضي البعيد ابان المعارضة العراقية ضد نظام صدام وتجربة الماضي القريب في بناء الدولة العراقية الجديدة والتي بعد كل هذه السنوات لاتزال تفتقر الى اركان الدولة العصرية أو دولة المكونات بالمفهوم العلمي وليس التعريف الانتقائي كما هو سائد وللأسف وتؤكد ان الرئيس مسعود بارزاني لايزال اكثر المؤهلين حظا لقيادة هذا التحرك الجديد والمطلوب لترتيب البيت العراقي ومن مقدماته ترتيب البيت الكوردستاني وتحقيق الاتفاق العراقي على ان اولوياتنا الامن والاستقرار وتطهير البلاد من كل انواع الإرهاب وفي مقدمته إرهاب داعش وبعد إفهام الاخرين باحترام سيادة العراق.
*سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني