الدور الكوردي أخيراً...سربست بامرني
ايضا استقبال السيد البارزاني لممثل الامين العام للأمم المتحدة ومن بعده لوزير خارجية المانيا الاتحادية ومن ثم سفره للقاء القادة الاتراك كلها تشير الى تنامي الدور الكوردي الواضح المعالم في رسم السياسة الحالية وفي صناعة اي قرار مستقبلي بخصوص المنطقة واعادة رسم خارطتها الجيوسياسية، وإذا كان لقاء البارزاني بالقيادات التركية سيدور حول كيفية مواجهة ارهاب ما يسمى بالدولة الاسلامية وايضا حول حل الاشكالات التي خلفتها قضية دخول القوات التركية للأراضي العراقية والتي جرى تضخيمها بشكل سلبي ربما لإحراج حكومة السيد العبادي، فإنه من المتوقع ان يحاول البارزاني اعادة الحياة لعملية السلام في تركيا او على الاقل تحقيق وقف لإطلاق النار مع حزب العمال الكوردستاني وهدنة بين الطرفين تؤدي بالنتيجة الى مائدة اللقاء والحوار والاتفاق لإحلال السلام العادل.
هذه العلاقات والدور الكوردي المتنامي بهدوء ولكن بثبات لا يعني في التفصيل الاخير انحياز الكورد لهذا الطرف الاقليمي او ذاك في الصراع الدائر في المنطقة ويخطئ من يعتقد بان التحرك الكوردي يأتي ردا لمواقف هذا الجهة او تلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر فان جمهورية ايران الاسلامية تشكل ثاني اكبر شريك اقتصادي في اقليم كوردستان كما قدمت روسيا الاتحادية معونات عسكرية وان كانت محدودة لقوات البيشمه ركه في معركتهم ضد الارهاب مما يؤكد على ان الكورد لم ولن يكونوا على الاغلب طرفا في اي صراع اقليمي او دولي في المنطقة، فما يريده الكورد هو الاعتراف بحقوقهم وحقهم المشروع في الحرية والاستقلال والمساهمة في استتباب الامن والسلام والاستقرار خاصة وهم يقدمون ضحايا كثيرة في القتال ضد قوى الارهاب ويشكلون القوة الرئيسة على الارض في التصدي لجرائمهم ودولتهم العبثية.
الدور الكوردي عمليا يحوز على المزيد من الثقة ويتقدم باطراد نحو تبؤ مركزه المفروض كأحد شعوب المنطقة الاساسية بعد ان تم حرمانه منها لعقود طويلة هذا الحرمان الذي تسبب في كوارث وماسي لا تحصى و خسائر فادحة في الارواح والثروات.
لقد اصبح الصوت الكوردي اخيرا والى حد كبير مسموعا في مراكز القرار الاقليمية والدولية بسبب السياسة الهادئة والمتزنة للدبلوماسية الكوردية التي تحمل في يدٍ مطالب الكورد المشروعة وفي اليد الاخرى غصن الزيتون والأمل بشرق اوسط يسوده السلام والاستقرار، وعلى الاخرين الذين لا يزالون يعيشون في الماضي ان يعرفوا ان العالم تغير وعليهم ان يستوعبوا موقف القيادة السعودية ونظرتهم الواقعية الى المستقبل.