• Monday, 23 December 2024
logo

المدرسة البارزانية حاضرة رغماً عن الميكافيليين....عبير ال جبار

المدرسة البارزانية حاضرة رغماً عن الميكافيليين....عبير ال جبار
في السنة الثالثة من الجامعة كانت مادة مباديء السياسة إحدى المواد الإختيارية التي أضفتها لقائمة المواد، الفضول المعرفي لهذا العلم كان هو المحرك الأساسي والإستكشاف عن هذا العلم ومؤسسيه وعن المدارس التي إحتذت بها الدول لتصل الى ماهي عليه، ولعلي أشخِّص الحالة السياسية في اوطاننا وقد أجد دواءً في بعض حالاتها.

(الغاية تبرر الوسيلة) العبارة التي عرفت فيها ميكافيلي وهي العبارة التي استباح كل اهل السياسة دم الشعوب في ذلك وعرفت انهم كلهم يجمعون ان الاخلاق لعامة الشعب ولا يلزم بها الحكام ومن هم بالسلطة التنفيذية، لذلك كان ميكافيلي يقول السياسة لا علاقة لها بالأخلاق. في يوم ٢٢ أغسطس من عام ٢٠١١م تغيرت هذه المباديء ووجدت مدرسة أخرى في السياسة، مدرسة البارزاني الخالد ملا مصطفى البارزاني، بعد أن سمعت او تعرفت عليهم في عدة جلسات محفورة في الذاكرة، كانت بوابة لمعرفة هذا الشعب والتي أخذتني للتعرف على المدرسة البارزانية، مدرسة ملا مصطفى البارزاني (رحمة الله)، من سفرائه حول العالم المنتشرين في كل دول العالم بسبب الظروف التي أدت الى تقسيم كوردستان ومن بعدها توالت الهجرة حول العالم، والبعض وصل الى السعودية التي انحدر منها. كانت المعلومات البسيطة التي أخذتها من الأصدقاء الكورد كفيلة لأسعى في مناكب التاريخ لإستقصاء الحقيقة لشعب اغتصبت دولته من دول الاستعمار بالتعاون مع الأنظمة آنذاك، ولكن لم تولِّد تلك الأفعال نظريات انتقامية او فلسفات سياسية لا انسانية مع شعوب اقتسمت حكوماتها ارض كوردستان.

ملا مصطفى البارزاني الخالد كان ضمن الشخصيات التي يذكرها التاريخ ولكن مدرسته السياسية الأخلاقية بقيت في حدود من يعرفونه ومن عاشروه وناضلوا معه في كل المراحل ويذكره الكورد بكل مناقبه والصعوبات التي فرضتها عليه الظروف السابقة من تحالفاته او معاركه وقيادة الجيش بأول جمهورية كوردية (جمهورية مهاباد) حتى انهيارها بعد تخلي الإتحاد السوفيتي عنهم لمصالحهم حالها كحال الدول التي تبحث عن مصلحتها بغض النظر مع من تتحالف او هل المبادئ مقبولة انسانياً. المدرسة البارزانية التي أسسها ملا مصطفى البارزاني رحمه الله وهو الاب الروحي للقضية الكوردية لم تكن مدرسة وليدة زهاء ورغد في العيش وقصور وسيارات فخمة ولم يأت فوق دبابة او على دماء الشعب، ميكيافيلي كان الوحيد الذي يبرر القسوة والوحشية للحكام في كيفية السيطرة على السلطة، لم يكن البارزاني الخالد ذو فكر ميكيافيلي بل كانت العدالة واستعادة الارض والحق كل همه، ولهذا الشرف في السياسة ثمن، فكان هناك الاعتقال والأسر والإبعاد والتهجير ومحاولات فاشلة للإغتيال بإنتظاره وانتظار عشيرة بارزان من قبل الأنظمة الحاكمة لأراضي كوردستان المقسمة. لمن لا يأبه لحياته، واختار المجهول مصيراً لنفسة بعد انسحاب السوفيت من ايران وتضييق الخناق عليهم من ايران والدول الحليفة لها انذاك، كان هناك عرض من ايران بإلقاء السلاح والعيش بها بالمقابل سيكون الثمن وأد كوردستان الدولة، البارزاني الخالد لم يكن مستبداً ولم يكن دكتاتورياً في القرار والدليل جعل خيار البقاء والقاء السلاح لكل من كان معه، فمن كان معه في رحلة النزوح الى موسكو يعلم أنه لا يرى نفسه اغلى من أي شخص موجود معه.

كل هذه المراحل الصعبة كان المقابل ان يسعى لتحرير واستعادة كوردستان. البارزاني الإبن لا يختلف عن البارزاني الاب في التضحية والسعي من أجل كوردستان، الشعب والدولة والمعارك حاضرة وخطواته محفورة في كل منطقة حررتها البيشمركة من داعش. غاية البارزاني الأب والإبن ومن هو مؤمن بهذه المدرسة هي كوردستان الدولة وليس حكم كوردستان والإ لكانت اسمها الآن مملكة بارزان وليست كوردستان. البارزاني الخالد كان من حوله كل الديانات وكل التوجهات السياسية، لم يقصِ أحداً ولم يحابِ أحداً على حساب الاخرين او على حساب الوجود القومي الكوردي. ميكيافيلي كان يقول ان الدين ضروري للحكومة لا لخدمة الفضيلة ولكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس، البارزاني الخالد الذي تلقى تعليمه في الفقه والشريعة لم يجد في ذلك إلا ميزة يجمع فيها الكورد بمختلف مشاربهم ويوحدهم من أجل كوردستان.
Top