• Sunday, 22 December 2024
logo

البيشمركة وقود الدولة الكوردية، الم يحن الإعلان!؟....ساروخان سينو

البيشمركة وقود الدولة الكوردية، الم يحن الإعلان!؟....ساروخان سينو
لا شكّ بأن الربيع العربي (الثورات العربية) نقطة أيجابية حيال الوضع الكوردي وتخدمه في خطوات الإعلان عن الدولة حيثُ الحلم الكوردي أولاً وأخيراً. وفي نفس الوقت تخدم الدول تلك للتخلص من الدكتاتوريات والعيش بحرية وكرامة التي ثاروا أصلاً لأجلها, وتحديداً الثورة في سوريا، وبعد استيلاء داعش على الكثير من المناطق في العراق بهجوم بربري ومتوحش وتقربه من حدود الإقليم والتصدي لهم من القوة الكوردية (البيشمركة) التي باتت عنونة الصحف العالمية ومراكز القرار, والتي يشهد العالم ككل ببطولاتهم وانتصاراتهم على التنظيم الإرهابي "داعش" بقيادة البيشمركة الأول القائد "مسعود بارزاني" سيكون رسم خارطة جديدة في المنطقة وهذا حق كوردي مشروع بعد تقسيم كوردستان أثر اتفاقية سايكس بيكو. رسم الحدود بالدم هذا ما قاله الرئيس البارزاني في مقابلة ما.

إن تمتع الإقليم وأزدهاره والأمان الذي يجلبه البيشمركة للشعب ومع وجود حكومة وبرلمان ورئيس مُنتخب من قِبل الشعب فلم يبق أمامه إلا الإعلان وكان قريباً لولا الهجوم الذي شنه وما زال "داعش الإرهابي" والذي لا شكّ كان بدعم وتمويل دول معادية لحقوق الشعب الكوردي, لكن القيادة الحكيمة المُتمثلة بالبارزاني تصدت للمؤامرات الخارجية والعراقية الديكتاتورية وقادة الفكر الشوفيني فيها التي حاولت بكافة الطُرق والوسائل أبعاد الكورد عن الساحة ومحاربتهم, رغم ما قدمه قيادة الإقليم للشعب العراقي وهبوا لنجدتهم حين هجوم داعش عليهم, وحتى للمؤامرات الداخلية! ولكن الفرق كبير بين قيادة تفكر بذاتها وتضطهد شعبها وقيادة متعطشة لجلب الحرية والكرامة لشعبها.

بعد تحرير البيشمركة للكثير من المناطق الكوردية المُتنازع عليها وخاصة شنكال وكركوك "قلب كوردستان" ظهرت قوات في العراق تعادي البيشمركة في وقت سلمت هذه القوات اسلحتها ومناطق تواجدها عند هجوم داعش عليها. ترك الإرهاب جانباً وتوجه ضد البيشمركة, أيضاً تكمن في السياسة المعادية لتطلعات الشعب الكوردي والتي لن تكسر البيشمركة, الذين يحاولون جر البيشمركة إلى معركة (كوردية - عراقية) لينشغل البيشمركة بهم ويترك داعش جانباً!! وكأن هُناك اتفاق بين تلك القوات والتنظيم الإرهابي!! أليس من مصلحة العراق والمنطقة أجمع التوحد في الحرب ضد الإرهاب!!؟

تحرير المناطق الكوردستانية بسواعد البيشمركة من يدّ المنظمة الظلامية, وتطبيق المادة 140 نوعا ما أصبحت تُنفذ على الأرض, مع بعض المناطق الكوردية التي كانت خارج سيطرة الإقليم, وعودة تلك المناطق إلى العراق من جديد هي ضرب من الخيال, ولا يمكن الحديث عنها, فالدماء التي اريقت لأجلها ليست رخيصة الثمن لكي تعود إلى بغداد, ولا يمكن وصفها بالاحتلال الكوردي كما يدعونه البعض من البعثيين والشوفينين. وهي حق شرعي للشعب الكوردي الذي سيحدد مصيره لا قادة الدول المعادية.

القوة الظلامية والمستفيدون يحاولوا بشتى الوسائل جرّ العراق والمنطقة ككل إلى حرب من الدماء بين السنة والشيعة والكورد أيضاً, بالطبع السياسة الكوردية الحكيمة ضدّ هذا ولن تكون في هذا المحور القاتل. الشعب الذي قدم التضحيات وناضل من أجل أرضه وحقوقه المشروعة لن يكون في محور ضد الآخر, ومن حقه الطبيعي تقرير مصيره وأعلان دولته وعدم التقرب على أراضي الآخرين. والكوردستانيون في العراق لن يعودوا إلى ما كانوا عليه قبل الأحداث الحاصلة وسياسة قادة بغداد تجاههم.
فإذا الشعوب وقود الثورات، والبيشمركة البطلة وقود إعلان الدولة الكوردية.
Top