حركة التغيير ومفهوم المعارضة....جلال شيخ علي
ويخطئ من يتصور بأن المعارضة لا يمكن ان تكون لها دور في النظم السياسية الا (بالعنف والقوة) ولكن للأسف يبدو ان هذا المنطق هو المنطق الغالب في بنية الدول الشرق أوسطية اولدى الكيانات السياسية الحديثة في تجربتها الديمقراطية التي كانت تسيطر عليها ثقافة الانقلاب والمواجهة لأن مفهوم المعارضة لديهم هوالوصول الى السلطة بأي ثمن كان وبتجاهل دور العقل في تسيير المعارضة ضمن اطر النقد ورصد سياسة السلطة وتحديد مسارها بعيدا عن لغة العنف والسلاح وعصبية التفكير والانقلاب على القانون وتدمير الاوطان والتمرد على النظام العام، يأتي ذلك في الوقت الذي ينبغي أن تكون فيها المعارضة بمفهومها الصحيح صمام الامان في وحدة الصف وخط الممانعة امام التحولات الداخلية التي من الممكن ان تحدث نتيجة الصراع بين المعارضة والسلطة لا ان تكون سببا لأحداث انقسام داخلي يؤدي الى تفتت النسيج الأجتماعي وزعزعة استقراره خاصة في مجتمع ناشيء كمجتمعنا الكوردستاني وهو يواجه حربا ضروسا مع عدو لايمتلك ادنى مقومات الانسانية، ويحيط به الاعداء من كافة الجهات.
وما شهده اقليم كوردستان من احداث على يد حركة التغيير لايمثل فكر ومفهوم المعارضة السياسية بقدر ما يمثل فكر عملية انتقام عشائرية أو ضغينة شخص حاقد على شخص آخر ناجح في مهامه ويحاول بكل جهده ايقاف هذا النجاح تحت أي مسمى كان.
ان المعارضة الحقيقية يجب أن تحمل الكثيرمن القيم والمبادئ التي يجب الالتزام بها خصوصا في الحالات القصوى التي تفرض على المعارضة ان توازن بين المصلحة العامة والمصالح الخاصة والاّ فلا فرق بين سلوك المعارض وسلوك من يريد ان يضر بالمصلحة العامة أو سلوك العدو المتربص للأنقضاض على ذلك الكيان.
حركة التغيير لم تستطيع ان تميز بين المعارضة السياسية و(العداء السياسي) وخلطت بين الأمرين لأنها لم تكن تمثل معارضة حقيقية انما هوعبارة عن مجرد عداء سياسي لا يمتلك برنامج اصلاح سياسي سوى الوصول الى السلطة تحت غطاء المعارضة، وان ما تسببت به من احداث حالات العنف الأخيرة هي بعيدة كل البعد عن عمل المعارضة السياسية الحقيقية وعن مفهوم المعارضة السياسية، بل كانت اقرب ماتكون الى حالة خلط المعارضة السياسية مع العداء السياسي وشتان ما بين الأثنين .