سيادة داعش!!....صبحيي ساليي
مع الأسف، تم كيل العملية بمكاييل عدة، فالكورد الذين نفذوها وقدموا التضحية فيها وراهنوا على إمكاناتهم، هم مرفوعو الرؤوس يدافعون عن بسالة قواتهم وإيمانهم بقضية الانسان أينما وجد دون تفريق أو تمييز بسبب القومية أو الدين أو المذهب، واعتبروا العملية مبعث فخر وأعتزاز وتسجيلا لمأثرة تأريخية، ووقفوا مع المنفذين الابطال قلباً ووجداناً، لأنها كانت العملية النوعية الإستباقية الأولى التي تنفذ في قلب مواقع داعش، وأثبتت انهم يمتلكون إرادة قتال قوية ضد داعش، ومستعدون لتنفيذ المزيد من العمليات وملاحقة الدواعش أينما وجدوا، ولكن المعترضين على العملية، والذين وصفوها بالسابقة الخطيرة التي يجب التوقف عندها، ومؤامرة جديدة لتكريس مفهوم التقسيم، إما أصابهم الذعر من النجاح الذي حققته قوات البيشمركه خلال العملية، أو إنهم لايريدون ان يتم تحرير السجناء والرهائن لدى داعش، أو لايريدون ضرب داعش وإضعافه ودحره، أو أنهم يعتقدون ان كل ما يأتي من الكورد هو شر بالمطلق، لذلك ودون معرفة ملابسات العملية أثاروا الشكوك واعتبروها مؤامرة وحركة إستعراضية، ورسالة مبهمة المعاني هدفها إشغال الرأي العام.
أما الذين استفادوا منها فقد أثنوا عليها وشكروا القائمين بها، وثمنوا الدور الاحترافي لقوات البيشمركه الباسلة التي قدمت نموذجا شجاعا في هذه العملية النوعية واعتبروها عملا بطولياً و إنسانياً سامياً عظيما، وضربة موجعة للارهاب، وتحولاً نوعياً في سياق العمل ضد قوى الارهاب وتقدما مهما في الاتجاه الصحيح ويستحق الاشادة والتقدير، وإعتبروها أيضاً تغييرا جريئاً في الستراتيجية الامريكية التي كانت تؤكد على تقديم المشورة والمساعدة والتدريب والمعدات، نحو اخذ زمام المبادرة على الأرض والقيام في المستقبل بعمليات برية مماثلة لتحرير الرهائن المحتجزين لدى تنظيم داعش الإرهابي ولاعادة الامن والاستقرار الى العراق..
وبين هذه المواقف المختلفة للمكونات العراقية لابد من القول:
نحن نخوض حربًا ضد أشرس عدو لا يفرق بيننا على أساس ديني أو مذهبي أو قومي، لذلك لابد أن نقدم الشكر والعرفان لأي جهة تساعدنا على الخلاص من هذا العدو، ولابد من الابتعاد عن الأراجيف والتصريحات المستهلكة، ولابد من خرق وحرق سيادة داعش أينما وجد، والانتقال من مرحلة تبادل المعلومات والتعاون الاستخباراتي مع الاصدقاء والحلفاء إلى الشروع بعمليات إجرائية وخطط عملية على الارض.