المتتبع لسير الاعمال العسكرية وللإستعدادت العسكرية الجارية ضمن حدود الوحدة الادارية لمحافظة نينوى وخاصة استعدادات قوات البيشمركة لهذا الأمر، يجد ان جل اهتمام القيادة السياسية الكوردستانية تنصبّ على تحرير مدينة شنكال من سيطرة تنظيم داعش الارهابي وذلك لمكانة هذه المدينة وأهلها لدى الكورد منذ ايام النضال المسلح ضد السلطات العراقية والى يومنا هذا كونها جزء رئيسي وحيوي من جسد كوردستان، اما السبب الآخر لإيلاء هذا الاهتمام بشنكال فهو الغدر الذي وقع على ابناء هذه المدينة من قبل مَن كانوا يشاركونهم العيش المشترك والجيرة المشتركة... أضف الى ذلك التقصير وعدم ارتقاء بعض المسؤولين في هذه المدينة الى المستوى المطلوب الذي وصل الى حد الفشل في تولي زمام الامور فيها قبل مجيء داعش...
كما ان الوقت الذي يمضيه رئيس اقليم كوردستان بصفته قائدا عاما لقوات البيشمركة في المواقع الامامية لجبهات القتال في شنكال ومتابعته الآنية والميدانية لكافة التطورات على ساحة القتال في هذا المحور يدل على مدى حرص سيادته لإستعادة هذه المدينة وارجاع الحق لأصحابها.
وبحسب ما نلمسه على ارض الواقع نجد أن هنالك استعدادات كبيرة من قبل قوات البيشمركة الى جانب استعدادات لابأس بها من باقي القوات العراقية كالحشد الوطني اضف الى ذلك ما تتلقاه هذه القوات العراقية بصورة عامة من دعم لدى التحالف الدولي والمتمثل بشقيه الانساني والعسكري من خلال الدعم اللوجستي حيث توفير الاسلحة والمستلزمات العسكرية والدعم المباشر من سلاح الجو الامريكي والدول المتحالفة معها وقصفها المستمر على مواقع الارهابيين.
من كل ذلك نجد ان البيشمركة الآن بات على اتم استعداد لتحرير شنكال وباتت قريبة جدا من تحريرها، فلا تنقصها لاتخاذ هذه الخطوة سوى الأمر العسكري المرتبط بالقرار السياسي المتعثر بسبب بعض الخلافات السياسية المفتعلة من قبل احزاب سياسية دخيلة على مجتمعنا وتريد ان تتخذ من شنكال مرتعا لنشاطاتها المشبوهة طمعا بتحقيق بعض المكاسب المادية والمعنوية الخاصة بها ولتظهر بصورة البطل المنقذ ولاتهما ان تكون هذه الصورة على حساب المصلحة العامة لأهل شنكال !!!
يأتي ذلك في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة الى انقاذ الارض وتحرير المخطوفات ولسنا في زمن البطولات.
ان تحرير شنكال اذا ما تحقق ستكون ضربة قاصمة للأرهابين وستفتح لنا ابواب النصر في المناطق الاخرى وذلك لما تمتلكه شنكال من موقع استراتيجي ذات اهمية كبرى كونها تمثل احدى الممرات الرئيسية لسير قوافل السلاح والأفراد من سوريا الى العراق وبالعكس وغلق هذا الممر سيؤدي الى خنق التنظيم ماديا ومعنويا وسيكون تحرير هذه المدينة بوابة لتحرير محافظة نينوى وكافة المدن والقصبات التابعة لها .