البارزاني قائداً تأريخياً للحركة التحررية الكوردية....عبدالغني علي يحيى
إن أبسط تحول في وضع البارزاني بإتجاه ابعاده عن السلطة (قيادة الحركة الكوردية التحررية) سيورد الكورد وكوردستان موارد التهلكة والدمار، سيما اذا علمنا ان التحول لن يطاله انذاك فقط بل حزبه التأريخي ايضاً، الحزب الديمقراطي الكوردستاني، والذي يشكل احد المقومات الرئيسة لأستمرار وبقاء الحركة التحررية الكوردية في كوردستان العراق وسيؤدي بالتالي الى اضعاف عشرات الالوف من بيشمركته ناهيكم عن اضعافه للتعاطف الدولي مع اقليم كوردستان والقضية الكوردية في العراق، ذلك التعاطف الذي تكون بفضل جهود الرئيس مسعود البارزاني بدرجة اولى والذي يحتفظ بشخصية قوية ومكانة مرموقة في المجتمع الدولي. والقائد في أية حركة تحررية يكون بمثابة مقوم كبير ورئيس لها والعمود الفقري فيها. ولقد ادركت الدكتاتوريات العراقية السابقة هذه الحقيقة، لذا لجأت الى تدبير المؤامرات لقتل القادة التأريخيين في الاسرة البارزانية، ففي الاربعينات من القرن الماضي في الموصل ارادوا قتل البارزاني الاب بالسم وفي 1962 حاكوا مخططاً لقتله في منطقة دهوك من خلال ترتيب لقاء معه وقائد عراقي هو المرحوم العقيد حسن عبود. وفي عام 1970 نفذت محاولة لاغتيال نجله ادريس في بغداد، وفي عام 1972 جرت عملية ارهابية ضخمة لأغتيال البارزاني الاب في حاج عمران وقبل الانتفاضة الكوردية 1991 باعوام نجى مسعود البارزاني من محاولة اغتيال وقعت له في النمسا. وقبل هذه الاحداث اعدمت الدولة العثمانية الشيخ عبدالسلام البارزاني في الموصل. ان القادة من أسرة البارزاني كانوا مستهدفين من قبل الحكومات العراقية كافة، في وقت لم يكن اي رئيس حزب كوردي اخر في كوردستان العراق مستهدفا، لانهم لم يكونوا لا الان ولا في الماضي قادة تأريخيين حتى يثيروا خشية تلك الحكومات التي لم تجد فيهم خطرا عليها. ان القادة الكورد من اسرة البارزاني هم المستهدفون لأنهم بحق قادة تأريخيون وما زالوا للحركة التحررية الكوردية في العراق، وتعد الجهود لعزل وابعاد مسعود البارزاني عن رئاسة الاقليم والحركة التحررية الكوردية امتداداً لتلك المؤامرات والخطط المشار اليها، تمارسها (الجهود) ادوات طيعة للأعداء التقليديين للحركة التحررية الكوردية وللقضية الكوردية، وهذه الجهود محل رضى الاعداء التقليديين للكورد لأنها متممة لمؤامراتهم ضد البارزاني.
عليه، على السذج والأدوات من المروّجين لتلك الامثلة ان يكفّوا عن ايراد المقارنات غير الصحيحة لأضعاف مركز البارزاني، فضلاً عن هذا، ان كوردستان في حرب ضروس مع الارهاب وصراع متواصل مع بغداد بدرجة اولى وقوى أقليمية بدرجة ثانية، وهي اي كوردستان على عتبة الاستقلال، ويؤسفني القول ان اوضاع ليبيا واليمن وسوريا والصومال التي تعاني من التمزق والاقتتال الداخلي الامرّين، فان مستقبلها مضمون لتمتعها بالاستقلال والسيادة على العكس من وضع كوردستان الذي رغم تمتعة بالأزدهار والتقدم والديمقراطية والرفاه والسلم الاجتماعي لكنه يظل قلقاً طالما ان كوردستان ليست مستقلة ولا دولة ولا عضو في الامم المتحدة.