مأساة تاريخية أسمها مجزرة الفلوجة....سهير القيسي
اليوم أنا اتحدث اليكم ويعتصرني الألم بسبب مشاهد مقتل اطفال ونساء في احدى المستشفيات قبل أيام بصواريخ مصدرها قواتنا العراقية في الفلوجة .
فبعد دخول داعش يعيش السكان المدنيون الفلوجيون اسوأ ايامهم فهم محاصرون بين مطرقة داعش ومن يدعمها وسندان التحالف وضربات قوات الجيش ..بالطبع نحن لا ننسى كيف بايع بعض شيوخ العشائر هناك داعش وكيف أعدموا اسير الجيش العراقي رحمه الله في مشهد يدمي القلوب .. لكن على المقلب الآخر هناك من الشجعان من شيوخ الفلوجة من يقف قويا بوجه التنظيم الارهابي .. ومثلما يقتل داعش ابن الجنوب الذي يترك أهله لمواجهة الارهاب في الفلوجة ببسالة فهذا التنظيم الخبيث يقتل ايضا كل فلوجي يدافع جنباً الى جنب مع اخيه الجنوبي البطل ..
وقبل ان أوجه رسالتي من خلال المقال لابد أن اتذكر معكم اهل الفلوجة الذين لم تندمل جراحهم منذ الاحتلال الامريكي للعراق عندما قصفت القوات الامريكية البريطانية المشتركة بعد عام ٢٠٠٣ هذه المدينة وباسلحة بعضها محرم دولياً .. لم تندمل جراحها عندما خرج اهلها للتظاهر قبل سنوات فركب الموجة السياسيون من قادة المكون السني ، ركبوا التظاهرات فقمعها المالكي حينها لأنه اعتبرها تهديدا لتواجده في السلطة واطلق الرصاص على الصدور العارية دون ان يحرك الاعلام ساكناً .. فقتل ابناؤها بسبب صراع سلطوي..
المعنى دون إطالة هو عدونا اليوم واحد وأخطاء عسكرية بحجم قصف مستشفى الولادة في الفلوجة قد يعيدنا الى مربع الحقد والكراهية .. لذلك اعتقد أن اعتماد اسلوب القصف دون التطويق والاقتحام الميداني او على الاقل تفريغ المناطق من السكان هو اسلوب غير مجدي سيؤدي الى كوارث انسانية كبيرة ..
والله لا اعرف هل تقف قوات التحالف الدولي اليوم عاجزة عن تحديد اهدافها بدقة ؟ هل تعجز قوات التحالف الدولي عن رفد القوات العراقية باساليب عسكرية اكثر كفاءة في تحديد الاهداف العسكرية؟
اليوم أمام رئيس الحكومة العبادي فرصة لدعم حشد العشائر وخلق الوحدة بينهم وبين القوات العراقية للقضاء على داعش بأقل خسائر بشرية مدنية. واحتراما للدماء البريئة التي سفكت غيروا استراتيجية التعامل مع الفلوجة .. اخرجوا المدنيين واجعلوا حربكم مباشرة مع داعش ومن يتحالف معهم .. تغيير الاستراتيجيات لتحقيق الاهداف هو من صفات قادة الحرب الناجحين .