• Sunday, 22 December 2024
logo

لا يحق للرئيس بارزاني أن يسلمنا للمجهول.....لقمان درويش

لا يحق للرئيس بارزاني أن يسلمنا للمجهول.....لقمان درويش
لا يخفى على أحد إن إقليم كوردستان يمر بظروف صعبة وراهنة، على المستوى العسكري والسياسي والأقتصادي، فالتصدي لإرهابيي داعش من قبل البيشمركة الأبطال والدفاع عن حدوده وأرضه، وأزمة رئاسة إقليم كوردستان والوضع الإقتصادي المعقد المتمثل بهبوط أسعار النفط، وإيقاف رواتب موظفي كوردستان من قبل الحكومة المركزية، هذه الأمور التي ألقت بظلالها على مجريات الحياة اليومية للمواطنين، والتي إنعكست بشكل سلبي على مواطني إقليم كوردستان، تستدعي من الأطراف والأحزاب السياسية الكوردستانية التوقف لبرهة والتفكر بما يحصل من أمور ومجريات تحوم حول إقليم كوردستان وتجربته الديمقراطية، وعدم إثارة أمور هي أسهل ما يمكن لحلها من قبل الرئيس بارزاني.

ففي خضم كل هذه الأمور يأتي سؤال ليطرح نفسه على الجميع وهو، هل هذا هو الوقت المناسب للوقوف بالضد من أجل عامين آخرين، يستمر بها رئيس الإقليم بمهامه التي أوكلناها له لتذليل العقبات التي تواجه شعبه وأهله، والتفرغ للنواحي الآنفة الذكر من عسكرية وسياسية وإقتصادية ومواجهتها يدا بيد مع أبنائه وأخوانه.

إن الإصرار على مسألة رئاسة الإقليم، ونسيان ما يواجه شعب كوردستان من قبل البعض، سوف يزيد الطين بلة، لأن الرئيس بارزاني لا يحق له أن يتركنا هكذا معلقين بأيدي ليست لها باعة في إدارة أمور الشعب وإقليم كوردستان، ولا يحق له أن يهمل الأصوات التي تدعوه لقيادتها وأكمال مسيرته، وعدم تسليمنا للمجهول، يجب عليه إكمال المسيرة حتى إيصالنا الى شاطيء الأمان، ولا يحق له أيضا أن يقف أمام إرادتنا الداعية الى أن يصفي تلك الحسابات جميعها، من أمور عسكرية وإقتصادية وسياسية، والأهم من ذلك أن يستمر في قيادة هذا الشعب والوطن لحين بنائه لنا بيتا يتمثل بدولة كوردية نحتمي بها ونعيش فيها بسلام، وأن يحمينا من المفترسين والمتربصين، اليس من حقنا كشعب كوردي قدمنا الكثير والكثير من الدماء والشهداء، أن نطلب منك إكمال المسيرة أيها الرئيس بارزاني، أليس من حقنا أن نختار من نؤمن به ونأتمن به على أرضنا وعيشنا، هل بقاؤك عامين آخرين أهم من دعواتنا وتضحياتنا، هل تريد من الأجندات أن تقضي علينا، أليس الوقت والمكان صعبا على شعبك، بأن تتركه للمجهول.

إن المطالبات المليونية، المتمثلة بالبيشمركة والكتاب والشعراء والمثقفين والأطباء والموظفين والفقراء، تزداد يوما بعد يوم، مناصرة ومؤيدة البقاء، وتمديد فترة الرئاسة، أليست كل هذه الأصوات كافية لحل هذه الأزمة، ألا تعتبر هذه الأصوات هو أكبر توافق بين رئيس الإقليم والشعب حول هذه المسألة، وإن من لم يكن كما نقول، فمن سيعطي هذه الملايين حقها إذا لم يستمع الرئيس بارزاني، والأطراف الأخرى الى أصواتهم الداعية الى بقائه عامين آخرين، ألست منتخبا من قبلنا نحن الملايين، ألست من سيكمل مسيرة البارزاني الخالد الذي سلمك راية كوردستان وإئتمنك على هذا الشعب، وإئتمنك أيضا لتكون من يضع أول حجرة لبناء بيتنا الكبير الدولة الكوردية، نحن روحك كما قلتها لنا مرارا وتكرارا، فلتطلق العنان لهذه الروح لكي تسير معك جنبا الى جنب ونبني كوردستاننا، لأنه لا تستغني الروح عن الجسد، كما لا يستغني الجسد عن الروح، فنحن نريدك قائدا لنا، لأنها لا تعتبر منية منك علينا، بل إن الروح تطالب بالجسد لتكتمل الحياة وتسير على النهج الذي خلقنا الله من أجله، كما قال سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) فنحن رعيتك نريدك أن تكون راعنا، وترشدنا الى طريق الخلاص وطريق الحرية وتحمينا.

وأخيرا نقول، أيها الشعب الكوردي المناضل، ليكون كل منا بمستوى المسؤولية، ولنسأل أنفسنا جميعا سؤال مهما، هل هذا هو الوقت الملائم والمناسب لأن يتركنا الرئيس بارزاني نواجه بمفردنا الصعاب التي تحيط بنا من كل حدب وصوب.

Top