• Sunday, 22 December 2024
logo

يوم قيامة الانسانية.... الاتجار بالبشر.....نايف رشو

يوم قيامة الانسانية.... الاتجار بالبشر.....نايف رشو
يستذكر الايزديون في إقليم كوردستان والعالم هذه الأيام الذكرى الاولى لمأساة شنكال إحدى أبشع المآسي في تاريخ البشرية في العراق القديم والمعاصر خلال القرن الواحد العشرين، بعد تقدم إرهابيي الدولة الإسلامية (داعش) في مناطق عراقية ونشرها الرعب في صفوف المدنيين، وفي يوم الثالث من اب 3/8/2014 بالهجوم على الايزدية، تعالت أصوات تنادي الكتل السياسية وحكومتي بغداد وأربيل بوضع خلافاتها جانبا والتكاتف لمواجهة هذا الشبح الجديد الذي أفقد آلاف العراقيين أرواحهم. حيث كانت الايزدية احدى محطات اهتمام العالم، في مثل هذا اليوم المشؤوم، فبعد فرض التنظيم المتشدد سيطرته على عدة مناطق في شمال العراق، ودخول قضاء شنكال حيث قام خنازير داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام) وذلك بدعم ومساعدة من بعض سكان المنطقة و بعض قبائلها العربية.
وقد أسفر هذا الهجوم السافر عن تدمير منطقة شنكال بالكامل من مجمعات وقرى تابعة لها منها:- حردان وتل قصب وكر زرك كرعزير وسيبا شيخدرى وكوجو وتل بنات ونزوح500الف نسمة، وكانت الضحيه اعتقال وقتل وسبى مايقارب7 آلاف شخص من الأيزديين الأبرياء، من بينهم4 الاف امرأة، والف طفل، والف مسن والف شاب، وتم القضاء على أسر ومجمعات بالكامل، هذا الى جانب اعتقال مايقارب 5 الاف شخص من الكورد الايزديين، منهم 3000 شخصٍ لا يُعرف مصيرهم حتى الآن، وتم انقاذ 2019 حسب احصائية مديرية اوقاف الايزدية في اربيل.
لقد سعى إقليم كوردستان منذ 9/4/2003 في تكثيف سياستها لتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي وانضمام شنكال وكركوك والمناطق الاخرى الى كوردستان، ولكن سياسة حكومة العراق المعادية لتلك المناطق ادى الى تأزم الوضع، وفي 14/8/2007 راح ضحية التفجير الارهابى اكثر الفي جريح وشهيد في مجمعى سيبا شيخدرى و كرعزير من قضاء شنكال، وأقرها الايزديون الفرمان(73) الثالث والسبعون، بينما حكومة العراق ظلت متمسكة بتلك المناطق دون تنفيذ المادة 140.
أدت هذه السياسة الخاطئة التي تنتهجها حكومة العراق إلى تدمير اقضية ومحافظات برمتها ووقعت تحت سيطرة داعش الارهابي، ومن اهمها الموصل والرمادى وصلاح الدين واجزاء من محافظات كركوك وديالى وبغداد، وإراقة دماء عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء، وطرد وتشريد مئات الالاف من المدنيين العزل، ولكن بالرغم من هذا كله تعد مأساة شنكال هي الأكثر حدة وبشاعة في كل هذه الأحداث، لذا اقرها الايزديون بالمجزرة الرابعة والسبعين.
لكن هناك سؤال يطرح نفسه وهو لماذا قضاء شنكال بالذات التي تقع بها هذه المأساة؟ هل لكونهم ايزديون يؤمنون بالله؟. وللإجابة على هذا السؤال المهم علينا أن نعرف أن قضاء شنكال يقع في الجزء الشمال الغربي من محافظة الموصل، وله موقع استراتيجي مهم في هذه المنطقة. ويعد قضاء شنكال المنفذ المهم لربط العراق مع سوريا(الشام)، ويعيش بها 500 الف نسمة. وهو على بعد عشرة كيلو مترات من دولة سوريا، ولقد اعترف المرتزقون الدواعش بعد ذلك أن الهدف الأساسي من هجومهم على قضاء شنكال، لإخلاء طريق الرقة موصل المار بها، ويجدر بنا في هذا المقام الإشارة إلى أن قضاء شنكال هي مدينة يسكنها الكورد الأيزديون منذ زمن بعيد، وهم اول من قاموا بزراعة القمح، حيث بها حتى الآن آثار تاريخية قديمة، وبها معابد ومزارات الايزديين، لم يكن الهجوم على قضاء شنكال مفاجئا، بل كان مخططًا ومدبرًا من قبل، لوجود الخلايا النائمة من عرب التعريب (البدو) الذين سكنوا ربيعة و زمار، فقد حاصر المرتزقة الدواعش الجبل وحصروا فيها اكثر من 150 الف انسان من طفل وعجوز، وقد ظل جبل شنكال صامدا بفضل شجاعة أهله، وجسارة المدافعين عنه. وكان الدفاع عن مزار شرف الدين عبارة عن مجموعة دفاعية مسلحة بأسلحة بسيطة " لقد شاهدنا مأساة شنكال، ورأينا مئات من جثث الموتى، من بينهم النساء والشيوخ والأطفال، وظل الابطال يدافعون عن شنكال، بالرغم من معاناة“ النازحين التي تزداد في الليل وارتفاع درجات الحرارة وانعدام ماء الشرب، خصوصاً مع ارتفاع أصوات الأطفال بالبكاء من جراء الجوع والعطش”، و في النهار يقتصر عملهم على دفن الموتى والبحث عن أي نبات للأكل، بعض المساعدات التي أسقطت عليهم جواً من الطائرات الأمريكية والبريطانية والعراقية، نسبة الى عدد النازحين كانت محدودة للغاية؛ لأن النسبة الاكبر منها سقطت في أودية بعيدة وتعذر الوصول إليها، في حين تمزقت معظم عبوات مياه الشرب نتيجة إسقاطها من ارتفاعات عالية، كانت تحلق فيها تلك الطائرات لتجنب نيران المضادات الأرضية التي يمتلكها مقاتلو داعش.
ثمة اعترافات كثيرة بخصوص مأساة كوجو أنفسهم، يقول واحد منهم انى وقعت تحت الجثث، وبعد ان ذهبوا وتركونا بدأت السير. لقد غرقت قدماي وسروالي في الدم. حفر النازحون الأيزيديون بأياديهم قبوراً جماعية لأطفالهم الذين قضوا من الجوع والعطش في رحلة الهرب من تنظيم “داعش”،العديد منهم قضى نحبه ومنهم من ينتظر. واضطر الأيزديون الى الإتخاذ من شنكال وقراها ملجأ، إلى التوجه إلى الجبال سيرا على الأقدام، ليواجهوا التشرد والجوع والعطش والموت، أما من بقى في شنكال فإما القتل أو الإسلام أو السبي مصيره.
ونذكر هنا أيضًا بعض ما ورد في كلمة النائبة فيان دخيل في البرلمان أثناء وعقب أحداث مأساة شنكال: وقالت دخيل باكية "نذبح تحت يافطة لا إله إلا الله"، مشيرة إلى أن 500 شاب ورجل أيزيدي على الأقل ذبحوا حتى الآن فيما تسبى النساء وتباع في سوق الرق، وأجهشت النائبة وتضامن معها نواب من مختلف الكتل بالبكاء. مجزرة الكورد الائيزديين من قبل داعش في كوجو وحردان(شنكال)،شهد الى الان 8 مقابر جماعية والبقية عند تحرير شنكال وتلعفر والموصل.
ان قتل الاطفال وتجويع امهاتهم وإطعامهم لحوم اطفالهمجريمة ما بعدها جريمة ….اية وحوش بشرية هؤلاء الخنازير؟ .إنهم متعطّشون للدماء ...انياب الوحوش البشرية المسمى داعش ... وهنا نناشدكم ومن خلفكم المجتمع الدولي برمته، وندعوكم للتدخل من اجل انقاذ الالاف من .....بنات الايزدية، .....والرحمة لشهداء شنكال.

وفي الختام: ماحصل ليس بالهين ولا يمكن نسيانه، وعلينا جميعاً...ان نجسد كل طاقاتنا للحصول على قرار من محكمة لاهاى بتسمية ماحصل في شنكال جينوسايد...هو يوم قيامة الانسانية...واتخاذ 3/8/2014 اليوم العالمي لمناهضة الاتجار بالبشر
Top