• Sunday, 22 December 2024
logo

شهية الدموع والصحراء ....! .....فلاح مشعل

شهية الدموع والصحراء ....! .....فلاح مشعل
لم يحدث في هذا الكون ان يمضي نحو الف عام وشعب لم ينقطع عن شهية الدموع ، حتى بلغ مبلغاً من الرقة العاطفية ورومانسية الحس مايجعله يشبه الورد أو اكثر ليونه ، وعطرا وبهجة .
لا أدري كيف أصبح كالصخر يمضي بين سطور المحنة ، واستبدل تلك النظرة الغزالية بعيون تشبه الزجاج .

شعب يصرخ طالبا مواسم جديد للجحيم ، يتلذذ بالموت وتشابه الفصول ،وعبادة الآلهة الخشبية، شعب يحفل بذاكرة شعرية عمرها خمسة آلاف عام ، ومركز تجمع لأنبياء الوجود، ثم يفقد الأبجدية ....!

ذلك هو صراط القلق الذي جعل الوطن يتأرجح بين النار والصحراء ...!

بلاد تعيش العطش وهي تطل على النهرين ويقايا ذراع ل "العباس بن علي"، تحكي عن قصة ثورة أجهضها العطش والجحود ، وثمة قطرة دم لم تزل طرية .

شعب يضحك ويبكي في لحظة واحدة .

يفنى ويولد بقرار الصدفة .

ياجرح رمضان لم يبق معنى للدمع ، ولا للعطش ، ولا للخوف ، لم يبق معنى للمعنى ، او مايبحث عنه الناس في هذا الكون المسكون بالغايات والمعنى ، غرقت حقيبة المعنى في أنهر وطني ، ولم ينهض الماء بمهامه .

ياصحراء الوطن أتسعي ..وفيضي غبارا يغطي روائح العفن المتراكم ،

ياوردة النار أوقدي كل مسارات الحطب ، طهري ماتبقى من نقيع الخيانة والشجر المتعفن .

دعونا نولد من جديد بلا خلفية مترهلة بأكاذيب الحضارة وأوهام السماء ، دعونا نولد من خرابنا وفسادنا واحلامنا المهزومة ، نذهب للنار بهدوء لنغسل ادران السنين ، نحرق كل الرايات وندعي أننا بشر ، عسى ان تقبلنا البشرية ضيوفا غير ثقلاء .

وطن أضاع البوصلة وصار يتوكأ على زمن الرهينة والتيه واللاطريق ، فمن يقود الاعمى المتباهي في وحشة هذا الضياع المترامي .....! هل كنا جاحدين فعلا في قتل أنبياء الله ام في ملوك الله ، ومن يعلن براءتنا ...!؟

اي شهود تعلن براءتنا من دم يوسف .؟ من يبعد عنا اللعنة الأبدية ويعلن بأنّا لسنا الشعب المختار ، يا الله نحن الشعب المحتار مابين النار والجرداء .

وطن سيتحول للذكرى ..بشر يعاد إنتاجهم وفق قوانين السوق ، ولتحيا أمريكا الأمبريالية ، فلا وطن ولاذاكرة ولامستقبل ، يوجد سوق فقط ، ونفط مرهون للزمان ليأكل امرائنا ماتبقى من لحمنا وضميرنا ثم يشربوا ماء وجوهنا
Top