إستعينوا بكوردستان إذا كنتم تبحثون عن طوق نجاة ........احسان علي سليمان
أوقفوا المكابرة والتكابر، أوقفوا صراع الذئاب، أوقفوا دفن الرؤس في الرمال، وأتقوا الله في شعبكم، ويكفي ما حدث ... وإستعينوا بكوردستان إن كنتم فعلاً تبحثون عن طوق نجاة
ليس عيباً أو عاراً أو تنازلاً أن تلجأوا لكوردستان لأجل الحصول على طوق نجاة العراق، فكوردستان هي العراق، والموقف خطير ويتطلب أن تضعوا كل الإعتبارات جانباً، وتحاولوا أن تفعلوا ما يمكن له أن يخفف من ذنوبكم إتجاه بلدكم وشعبَكم، الذي أتعبتموه فقراً وقهراً وضعفاً وضياعاً وتهجيراُ ونزوحاُ ويتماً وترملاً، وضيعتم نصفه يا سيدات ويا سادة.
أيها السادة، لا يجديكم نفعاً الطيران لأمريكا أو إيران أو تركيا أو أي مكان في العالم، أتركوا جوازات سفركم في بغداد، أتركوها بنوعيها الجوازات العراقية وغير العراقية، فأنتم في وطنكم، ولا تحتاجون جوازات سفر، أحملوا معكم ما يثبت عراقيتكم فقط، وطيروا لكوردستان، لتجدوا الجميع يرحبون بكم ... واسألوهم عن طوق نجاة الذي ينجينا جميعاً.
وإسألوا مضيفيكم،
لماذا لا يحدث في كوردستان، أن يهرب مسؤول بأموال الشعب، لماذا لا تسرق المليارات كما يحدث في بغداد؟ أيَّ رابطة تلك التي تجمع المسؤول بوطنه وشعبه في كوردستان، تجعلهُ لا يبيع وطنه بكنوز الدنيا؟ وكيف وصلوا لهذا السمو في الشعور والإحساس بالإنتماء والمسؤولية؟
وأسألوهم يا سادة:
كيف حققوا قدراً كبيرا من التنمية في ظل إقتصاد محارب وأسير لقرارات بغداد، وكيف أصبحت مدن كوردستان تتقدم وتتطور رغم ذلك، وهذا التطور شَمَل كل مفاصل الحياة، وكيف نجح هذا الأقليم الفتي في رسم خطط تنموية وإقتصادية جريئة صائبة لهذا القدر؟ إن النفايات التي تملأ مدن وسط وجنوب العراق، يناظرها جمع النفايات حتى في الجبال في كوردستان. وإن مستوى حياة المواطن من سكنة الأقليم، أعلى بكثير من أخيه في الوسط والجنوب، ناهيك عن الإعمار والبناء في كل أركان الأقليم.
أيها السادة، لا تنسوا أن تسألوا مضيفيكم أيضا، أي إيمان بالشعب وبسلطتهِ هذا الذي يجعل رئيس الدولة يخضع للقانون، ويحترم قرار الشعب؟ ويحدد بنفسه موعد الإنتخابات الرئاسية؟ بينما أنتم يستحيل عليكم أن تجدوا مثالاً واحداً مارستم فيه الديمقراطية دون مطاحنات سياسية ومهاترات يدفع فاتورتها الوطن والمواطن.
أيها السادة إسألوا أيضا:
كيف يمارس الساسة الكورد التفاهم السياسي، بكل هذا الكفاءة والهدوء، وكيف يعطون لكل ذي حقِ حقه؟ وكيف إن ساسة وبرلمانيو كوردستان، لم يتشاجروا ولم يتلاكموا ولم يسب بعضهم بعضاً، وكيف أن في برلمانهم، تجري مناقشات مهنية عالية المستوى وكأنه برلمان عمرهُ 3 آلاف سنة. بينما أنتم أيها السادة، لا تتفقون على شيء أبداً وتمارسون خلافاتكم بطرق بدائية، وحتى الأحزاب العريقة منكم، أنشطرت، ومستمرة في الإنشطارات، وربما سيصبح لكل سياسي منكم حزباً لوحدة، ليصل عدد الأحزاب رقماً قياسياً.
وإسألوا كيف إنتزعت كوردستان ثقة المجتمع الدولي؟ ولماذا دبلوماسيتها، تتفوق بمراحل عن دبلوماسية الحكومة الإتحادية؟
وإسألوهم، لماذ لم يجد داعش حواضناً في كوردستان؟ ولماذا يتكاتف شعب كوردستان في السراء والضراء، لماذا صابر وتصابر على مأزق عدم تسديد رواتبهِ لأشهر، ووقف بشهامة مع حكومته وساندها؟
أيها السادة، إن إحترام القانون وسيادة القانون، هو محور الحياة في كوردستان، والحرية في أعلى درجاتها، على أن لا تمس هيبة الدولة أو أمنها بسوء. أيها السادة، في كوردستان يعيش الكوردي والعربي والتركماني والمسيحي والإيزيدي والكاكائي، ويعيش السني والشيعي وكل مكونات المجتمع، في ألفة وتفاهم يساويهم القانون ويحميهم على حد سواء
من كل هذه المفردات والإيدلوجية ستصنع لكم كوردستان طوقاً للنجاة
تعالوا الى كوردستان، وتعلموا منها كيف تحافظون على شعبكم ووطنكم، وأتركوا لكوردستان تضع لكم خارطة طريق، وسوف تجدونها طوق النجاة الأخير لكم وللعراق.