إما أن نموت معا أو نعيش معا بحرية وكرامة.....بدري نوئيل يوسف
عند البحث عن معنى الكرامة في القواميس نجد الكرامة الانسانية بأنها (احترام النفس وتقدير مكانة الفرد ) .
والمساس بأي حق من حقوق الانسان التي وهبها الله له والقوانين التي وضعها الانسان لحمايته تعتبر انتهاكا صارخا لكرامته المرتبطة باحترام احتاجته البشرية، فقد نص الفصل الأول من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 (يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق ، وهم قد وهبوا العقل والوجدان ، وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء ) . والمبادئ في هذا الاعلان عبارة عن صيغ حول موضوع الكرامة التي تعبر عن الاحتياجات البشرية .
فقد كان الاقليم موطن للجميع من ابناء المناطق التي تعرضت لاعتداء المسلحين وأبوابه مفتوحة أمام اكثر من مليون ونصف من النازحين والمهاجرين من مختلف القوميات والأديان ، والقيادة في الاقليم تتفهم جيدا مشاكل الجميع .
فقد أجاد الرئيس البارزاني الايجاز ووصل للآخرين مشاعره من اقصر الطرق وأسهلها ، وبدون عبارات منمقة وبتلقائية مفرطة من قلب يحب شعبه بصدق ومشاعر صادقة، وردا على تساؤلات كثيرة تجتاح افكار الكثيرين عندما يفكرون الابتعاد عن الوطن ويدمرهم الاغتراب، وكان جواب للمتشائمين بأننا نعيش معا كإخوة نبني وطن بالحب وليس بالدماء . وشعب يشع النور من وجوه ابناءه وينبثق من عيونهم وينعمون في الكرامة الانسانية .
فمنذ بدء الخليقة كانت كرامة الانسان محور الحياة فقد احتلت اهمية كبيرة من السماء والأرض فالكرامة من أعز وأنبل القيم التي اعطاه الله للبشر ، وميزهم عن المخلوقات الأخرى .
لذا نجد في الاقليم ان الجهات ذات الاختصاص سباقة في تطبيق مبادئ حقوق الإنسان وكرامته التي تحفظ كرامة الإنسان مواطنا او نازحا او وافدا للعمل، الجميع يعيشون على هذه الأرض المباركة لهم من الحقوق كما عليهم من الواجبات ، كذلك فإن كرامته النازحين والمهاجرين لا تقل أهمية عن كرامة سكان الاقليم .
فأي شعور للإنسان بنقص كرامته المصانة سينعكس عليه سلبيا ويشعر بالإحباط ويفقد ابداعه وغير قادر على الانتاج ، وعلى سبيل المثال سيقود إلى هجرة الأدمغة والكفاءات ويفرغ المنطقة من كوادرها ويكون الاقليم أكبر المتضررين وكذلك فقدان الكرامة الانسانية له انعكاسات اقتصادية وسياسية ستؤثر على مستقبل الاقليم وصون كرامة الانسان تساعد على الاستقرار السياسي والمساهمة في إرساء قواعد الديمقراطية وتساعد على تطوير الاقتصاد إذ تفعّل الأفراد وتشجعهم على التقدم ، وتبقى مبادئ حقوق الإنسان وكرامته واجباً مقدساً .
فقد ادخل الايرلنديون في دستور هم عام 1937 مفهوم الكرامة الانسانية بينما ربط الالمان دستورهم بالكرامة ووضعت في المادة الاولى الفقرة الاولى (كرامة الإنسان هي أمر لا يمس به. يجب احترامها وحمايتها هي واجب كل سلطات الدولة) وأصبحت الكرامة اعلى فقرة دستورية وكسقف تشريع تشرع منه القوانين ، وتعتبر أي مادة قانونية تعارض فقرة الكرامة باطلة ، والجميل في شرح هذه الفقرة لم يُعرّف الانسان المشمول بالكرامة من هو ، بقى التعريف مفتوحا ليشمل أي انسان بغض النظر عن جنسه ولونه واصله وجنسيته وعمره وحالته .
فكرة مطروحة امام لجنة اعداد الدستور التي تعكف على تحديد الاسس العامة لدستور اقليم كوردستان لو اضافت فقرة الكرامة الانسانية الى فقرات الدستور