لم نرد على البعض ،، لكي لايصبح مثقال الصخر بدينار .......صبحي ساليي
تجاوزوا حدود النقد ووصلوا الى خصوصيات الآخر المختلف، وسادت الفوضى والفزع والترويع والتهميش والتعصب والكراهية والعنف والاستبداد والاقصاء وفرض قيود تخدم جماعات معينة وتسلط فئة معينة على مفاصل الحياة..
في مجلة صوت الآخر تجنبنا التضليل والتعدي على الآخرين ودق إسفين الفرقة والتشرذم وإثارة النعرات المذهبية والقومية والدينية، وحملنا أعباء المسؤولية لنقل صوت الاخر المختلف الى فضاء رحب بشكل ايجابي وسليم والى أناس آخرين يفكرون بطريقة مخالفة، هذا الحمل كان بمثابة الوهم عند البعض، ولكن عندنا كان حقيقة لا تقبل الجدل، وبعيداً عن الهواجس وحسابات الربح والخسارة، استطعنا دون فتح النار الإعلامية، أن نرد بحكمة وتعقل على (بعض) أبواق الآلة الإعلامية المعادية للكورد، والتي ساهمت في الحملة الهائلة لتزييف الحقائق، وعلى الذين وقفوا حائرين خارج العقلانية، وانتفى عندهم الفكر الانساني وسقطوا تلقائياً في مناصرة العدو الشرس والخطيرعلى الجميع، كما فندنا محاولات تحويل وترقية الأوهام الى حقائق بفرض أفكار وطروحات وايديولوجيات وأجندات سياسية .
قلت (بعض) الابواق لأننا لو أجبنا كل الابواق لأصبح مثقال الحجر بدينار...
حاولنا جاهدين قبول رأينا المختلف معهم، في وسطهم الثقافي والاجتماعي، والقبول كما نعلم لا يعني بالضرورة الاقتناع بها، إنما هو إقرار بوجود الإختلاف والتعددية الفكرية والقبول بثقافة ووجود وحقوق الآخر المختلف من دون تمييز بسبب الدين أو القومية أو الاتجاه السياسي، وضمان حقوقه وتكون عليه الواجبات نفسها، والتفاعل الايجابي مع كل القيم الإنسانية البعيدة عن روح التعصب والكراهية وشطب الآخر المختلف، ونجحنا مع البعض ولكننا فشلنا مع المتخلفين الذين لايريدون أن يقبلوا بوجود الاختلاف والمختلف.
غرست مجلة صوت الاخر آمالا في قلوب قرائها تبشر بتعزيز علاقاتهم مع العربي والآخر غير العربي الذي يكتب بالعربية وارتباطاته الفكرية النابعة من الايمان المطلق بضرورات التعايش والتسامح، عبر آراء حكيمة وعواطف جياشة نشرت على صفحات هذه المجلة خلال مسيرة سنوات عمرها. هذا (الآخر) تابع في الواقع مسارا خاصاً بشر منذ البداية بالخير ولعب فيه دورا رئيسا في تعزيز كل الثقافات التي تناهض شرور الإرهاب والتطرف.
هذا (الآخر) لايختلف عن البيشمركه الابطال الذين لهم دورهم الريادي في محاربة داعش ودحرها، والذين ضحوا بأرواحهم الغالية من أجل الديمقراطية والتخلص من الدكتاتورية، وهم السائرون على نهج البارزاني الخالد الذي أعطى مثلا باهرا للكورد والعراقيين وللعالم كله في الحكمة والشجاعة والعدالة والاعتدال والتمسك بالسنن الإنسانية.