لم تكن المرأة في مملكة الحضر جارية
لقد كان في الحضر تقليد سائد بوضع تماثيل او الواح تمثل سيدات المجتمع الحضري بصحبة ازواجهن في المعابد الخاصة بآلهة معينة دليل على المساواة ، وكانت مفخرة الحضر تماثيل لسيدات ذات المهابة والرفعة ، والتفتح الذهني والفكري للمجتمع في الديانة الحضرية ، والرجل الحضري يضع زوجته على قدم المساواة معه امام الناس والآلهة ، ويعتبر زوجته لا مثيل لها ، ويفتخر بها مما يدل على سعة تفكيره واحترامه العميق الذي يكنه الرجل للمرأة ، وكانت المرأة الحضرية عازفة ومرتله في المعبد اذ نجد تماثيل لها في ابهى حليها ممسكة بالآلة الموسيقية التي تعزف عليها مما يدل على ان للمرأة الحق والحرية في ان تعزف على الة موسيقية وتغني ، و كن يعزفن ويرتلن في المعابد التى كانت مختلطة وتعج بالمصلين من الجنسين .
صعق ضمير المجتمع الدولي عندما ايقظ العالم على العادات المنادية باعتبار النساء غنائم حرب وسبايا وجواري كالعبيد، وجعلوا المرأة تخضع لقيود على حقوقها وحرياتها بعض هذه القيود تأسست على المعتقدات الموروثة ، والعديد من هذه القيود ترجع إلى الثقافة التي تنبع من التقاليد والعادات وتقف عقبة لتحقيق حقوق وحريات المرأة ، فلا يوجد مقارنة ما يجري اليوم للمرأة في مناطق خارج سيطرة الدولة ومملكة الحضر قبل اكثر من الفان ومائتان سنة ، لم تكن المرأة الحضرية جارية لتباع ولكن المرأة في زمن الحضر هي أحلى هدية أعطيت للرجل ، فهي زهرة الربيع وفتاة الدنيا وروح الحياة ، فإذا ذبل عقلها ومات ، ذبل عقل الأمة بكاملها وماتت.
أما الكبار من المسئولين بعد ما سمعوا ما جرى في الحضر وآثار الموصل الاخرى من تدمير وتحطيم التماثيل وتجريف المدن الاثرية، اجتمعوا ووقفوا مذهولين من هول الفاجعة، انقلب المكان إلى مناحة تمزق نياط القلوب، لقد كان الحدث مؤثرا حزينا يثير ألوانا من اللوعة والحسرة، فهؤلاء قد اصفرت وجوههم واختلجت نفوسهم، وعقدت الدهشة ألسنتهم ، يتصبب العرق من جبينهم من فرط الخجل، كثر التساؤل وعم الأسى، تقبلوا الصدمة بشجاعة ، وتجرعوا الغصة بصبر، و فكروا في الأمر طويلا ، وانتهى اجتماعهم وصرح المحدث باسمهم قائلا : ايها الاخوة والأخوات ، اثارنا ، الحضر ، ونمرود ، والمتحف ، و ...و ، اننا نشجب وندين ونستنكر ونتظاهر ونصرخ ونراقب ، نعقد الاجتماعات ، ونصدر البيانات . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .