• Sunday, 22 December 2024
logo

السياسة والقانون ودستور كوردستان

السياسة والقانون ودستور كوردستان
لذين يعرفون والذين لايعرفون الديمقراطية في حياتهم الخاصة، وفي حياة أحزابهم السياسية، يرتكزون على مفردة الانتخابات في شعاراتهم، قسم من هؤلاء يمارسونها لأسباب مختلفة في مراحل معينة، ومنهم من لايمارسها أبداً، ولكنهم يريدوننا أن نفهم معنى الممارسة الديمقراطية والمغزى من التوجه نحو صندوق الاقتراع، وإحترام حق الترشيح ومنح الفرص المتساوية للدعاية العادلة، وحتى مواجهة الصعوبات المكلفة، كما يريدون وليس كما هو معلوم ومتداول.

هؤلاء ولأنهم لايعرفون أن المفهوم الأول في التجربة الانتخابية، يعني الإختيار المباشر من قبل الناخبين، وهذا حق من حقوق المواطن، وسحب هذا الحق من مواطني كوردستان يعني تراجعاً كبيراً عن الديمقراطية، ويجب الوقوف عنده للتأمل وإتخاذ القرار المناسب، لذلك، ومنذ مدة ليست بالقصيرة، وجهودهم وجهود بعض النواب في برلمان كوردستان، وكذلك بعض السياسيين مستنفرة من أجل إمالة الميزان لصالح مواقف معروفة للقاصي والداني تحت بنود ومسميات الديمقراطيات والحريات الشخصية والمدنية والنظم الانتخابية، والتي تدعي بان الحريات والحقوق لا يمكن صيانتها ألا عبر نظام إنتخابي معين، تلك الجهود رغم عدم الإعلان الواضح عن مواقف وآراء أصحابها، أثمرت حتى الآن عن ظهور بعض حالات التمزق والتفرقة، وهذا الأمر الخطير يتطلب منا جهداً وطنياً يستند إلى رؤيا صائبة تتعامل مع الواقع الكوردستاني بكل تاريخه وحاضرة وبكل ثوابته وخصوصياته كوحدة واحدة متكاملة .

المواطن الكوردستاني.. ربما لايهمه نوع وشكل النظام الانتخابي سواء كان رئاسياً أم برلمانياً أم مختلطاً بينها، بقدر كونه يريد دستوراً يكون عند حسن ظنه، ويجسد التصافي والمصداقية والود والوحدة والتلاحم والتعاطف بين إفراد الشعب ويدعو إلى الوحدة والإخوة والمحبة ولا يفضل الكبير على الصغير ولا الغني على الفقير ولا الأبيض على الأسود ولا قومية على أخرى.

ويعلم إننا خرجنا من حروب بشعة وشرسة أكلت المئات بل الآلاف من خيرة شبابنا، وتعرضنا لمؤامرات أستعملت فيها كل فنون التفرق والتناحر والفتن، ومورس ضدنا الانفال والترحيل والقتل، وإمتنعوا عن دفع الرواتب والمستحقات الدستورية، ويعلم أن وحدتنا لا تعجبهم، لذلك ستضطرب نفوسهم وتتحرك مؤسساتهم ويتآمرون علينا ويسعون بكل الوسائل إلى إحباط كل المساعي الرامية إلى وحدة الصف والكلمة، ويعلم أن أعداءنا يملكون كل الوسائل، وهم أصحاب وكالات وقنوات فضائية وإذاعات مسموعة و صحف و مجلات وأبواق حاقدة وعنصرية، وثروات هائلة، ولايتوانون عن بث الإشاعات الكاذبة والسموم التي تسيء إلى وطننا وشعبنا وقادتنا.

وبمراجعة سريعة للوضع السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي في الاقليم، نستنتج أن كوردستان لاتنقصها الكفاءات، ولكن بعض الكفاءة خليط مزيف يحاول أن يكرس العقد التاريخية الوهمية، والعقد كما هو معلوم لا تبني شيئاً، ولا تبقي على شيء. لذلك نتوصل الى نتيجة مفادها أن الاقليم وسكانه بحاجة الى (مسؤول أول)، يجري انتخابه مباشرة من الشعب عبر آليات وضوابط دستورية واضحة، وتحت أنظار الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني، ووفق صيغة: صوت واحد لكل مواطن من دون أي إعتبار سياسي أو قومي أوديني، صوت على أساس، أن أصوات الجميع متساوية ومتعادلة في بلد واحد يعمه التسامح والتفاهم والاستقرار والعيش المشترك الذي طالما يشيد به كل من يزور الاقليم ويطلع على أوضاعه.
Top