• Sunday, 22 December 2024
logo

تشي جيفارا وگوگوش في نبذ الطائفية ! .....سهير القيسي

تشي جيفارا وگوگوش في نبذ الطائفية ! .....سهير القيسي
لا يوجد دين سيء بل هناك أُناسٌ سيئون ..
لا يوجد ربٌ ظالم بل هناك بشرٌ ظالمون ..

في سلسلة برمجة العقل الباطن العراقي اتحدث كما اخبرتكم عن تأثير القوى الحاكمة سياسيا لمنطقتنا في الشرق الاوسط والعراق خاصة .. اتحدث عن تأثيرها في برمجة عقولنا على نهج يحقق لها ما تريد .. هذا لا يبرؤنا فنحن مسؤولون .. نحن مسؤلون عندما نترك للآخرين دفةٓ عقولنا ليوجهوها كما يريدون..

في الجزء الثاني اتحدث عن فكرة المذهبية التي وظفت لتفريقنا كي تسد وتتفرعن هذه القوى ..

هل تعرفون قصة تشي غيفارا البطل اللاتيني من الارجنتين؟ قد لا اتفق معه في إلحاده لكني أقف وأرمي قلمي الآن والدفتر لأقف إحتراما لرجل ارجنتيني حارب من أجل الفقراء في قارة بأكملها .. أقف بكل حب أمام روح هذا الطبيب الذي جال على دراجته البسيطة ليستطلع احوال المزارعين الفقراء وبعدها قضى شبابه ليحارب الامبريالية وتعامل مع قوتين ..أمريكا وروسيا!.

هل سأل عن مذاهب الفقراء قبل ان يثور من أجلهم؟.

هل اشترط ثورته لتكون من أجل الشيوعيين أمثاله فقط؟.

لا .. هو فقد حياته من أجل الإنسان .. من إجل الفقراء في أمريكا اللاتينية .. هذا رجل قوي .. واثق أن رسالته نبيلة .. لا يريد كراسي وسلطة ينفش ريشه على الناس من خلالها كالديك (مع احترامي للديك) .. حصل على المنصب من اجل سن قوانين اصلاحية تدعم الفقراء المزارعين..

أما في بغداد الحضارة فتجد أن السياسي يعتمد على مذهبه سنياً كان أم شيعياً .. غالباً هو غير قادر على تقديم نفسه كقائد وطني ولا يمثل جميع الأطياف فهو إما مدعوم من إيران أو مدعوم من الخليج .. اللعب على وتر المذهبية والطائفية مفيد بالنسبة له وهذا ضعف .. ضعف مطلق.

اي سياسي يقدم نفسه على أنه ممثل لمذهب دون غيره هو لا يستحق القيادة سنياً كان أم شيعياً .. أي قائد يقدم نفسه ممثلاً لدين وليس لوطن فليترك العراق رجاءا.

لقد تعبنا .. الآن لدينا جيل شاب كامل من مواليد الثمانينيات والتسعينيات عاطل عن العمل . . ! جالس على الانترنت ومتشبع فكرهُ بالطائفية .. انطلت عليه اللعبة .. ترك النجاح والعلم والمبادئ .. وركز على هذه الفكرة الخبيثة المدمرة .

وهدية للقارئ العراقي الشاب هذه المعلومة .. أيران كانت صديقا صدوقاً للسعودية أيام الشاه قبل ١٩٧٩ .. نعم .. كانت المطربة الايرانية گوگوش التي لا أذكر زمنها كانت محبوبة العراق والخليج .. لا طائفية ولا مذاهب .. حتى جاء خميني واستخدم الإسلام السياسي ولعب على وتر المذهبية وحصل ما حصل .. تدهورت العلاقة بعد ذلك .. وعدنا الى الصراع البيزنطي القديم بين الدولة الصفوية والاموية ..

عزيزي المواطن لماذا اندفعت لتكون جزءا من هذا الصراع ؟ (شنو علاقتك بالصراع الصفوي الأموي وشخاش بجيبك)؟؟.

هم لا يريدون لك ان تكون حراً طليقاً متعلماً منفتحا .. لا يريدون ان نتعايش .. السني مع الشيعي مع الكوردي مع المسيحي مع الازيدي مع الصابئي ..

ويا ريت المغزى تطبيق الفيدرالية بمفهومها الحضاري كما في الامارات والولايات المتحدة .. لا .. المسألة تطبيق اجندات وصراع على فرض النفوذ ونهب خيراتك.

لذلك إنهض وانزع عنك عباءة الطائفية انت اكبر من ذلك .. إنهض ولا تصدق من يتحدث باسم المذهب وليس باسم الوطن
إنهض الحياة جميلة .. اصنع مستقبلك.

قُلْ #انا_العراق
رددها معي #انا_العراق
Top